الاثنين، 26 نوفمبر 2012

أصــلا لا مقارنة بين هذه وتلك عزيزنا حشـــــر


 التساؤل الذي طرحه الأخ حشر المنداري من سلطنة عُمان الشقيقة عبر صفحته على الفيسبوك عن المقارنة ما بين صحيفة الشرق الأوسط اللندية أو السعودية وما بين صحيفة البلاد العُمانية عندما طرح التساؤل المدوي (هل البلاد العُمانية أعلم من الشرق الأوسط ؟..) وذلك بعد ثبوت ضلوع الأخيرة في موالاة النظام القمعي الفاشي في دمشق ، في الواقع لا يمكننا بأي حال من الأحوال عقد أي مقارنة ما بين هذه وتلك إذ المسألة تتمحور حول جدلية أن نعقد مقارنة ما بين الفيل والارنب ، فكون أن نقول أن للفيل أربعة أرجل وللأرنب مثلها إذن فان الفيل يساوي الأرنب في الضخامة ، مفارقة غير منطقية بالطبع ..
 فالشرق الأوسط أو الفيل صحيفة دولية وعريقة وموضوعية ومحترمة ومهنية للغاية وتساس وفق الأطر المتعارف عليها دوليا في إدارة المؤسسات الصحفية الضخمة إذ تعاقب على رئاسة تحريرها العديد من الأساتذة المشهود لهم بالكفاءة والمقدرة على الكتابة والتحليل والمحاورة والتعليق في شتي القضايا الحياتية ونجدهم دائما ضيوفا أعزاء في كافة القنوات الفضائية والإذاعية وعلى مستوى العالم إذ تعاقب على رئاسة تحريرها ومنذ تأسيسها عام 1977 كل من :
 جهاد الخازن ـ عرفان نظام الدين ـ عثمان العمير ـ عبد الرحمن الراشد ـ محمد العوام (بالنيابة) ،  طارق الحميد (حاليا)
 هؤلاء الأساتذة يعرفهم العالم جميعه ويشاهدهم المواطن العربي وغير العربي ، والأستاذ / طارق الحميد رئيس تحرير الشرق الأوسط حاليا يحل كضيف على العديد من القنوات الفضائية ويمكن تنزيل حوارات معه الأن عبر موقع يو تيوب الشهير .
 ويكفي الشرق الأوسط فخرا أنها تطبع في أكثر من عاصمة عربية وأجنبية وتوزع في شتى أنحاء العالم وتنقل بالأقمار الصناعية إلى كل من الظهران، والرياض، وجدة، والكويت، والدار البيضاء، والقاهرة، وبيروت، ودبي، وفرانكفورت، ومرسيليا، ومدريد، ونيويورك ..
   صحيفة البلاد العُمانية
 فكون أن تغوص هذه الصحيفة وهي وهي ليست الفيل بالطبع في تلكم المستنقعات الآسنة عبر مولاة الأنظمة العربية القمعية والفاشية كالنظام السوري ، فلأن نظامها الأداري والتحريري يختلف تماما عن كل الأنظمة المتعارف عليها في إدارة الصحف على مستوى العالم من ناحية التردي بطبيعة الحال ، فهي تدار بذات الطريقة التي كانت تدار بها الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية القذافية العظمى، والقذافي الخاص بها يمسك بكل تلابيب السلطة في يده ، فهو يحفتظ لنفسة بثلاث حقائب وزارية مكتوبة بفخر في أعلى الصفحة الأولى ، وهذه يقابلها لدى الأنظمة الشمولية أن يكون فخامته هو نفسه رئيس الوزراء ووزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة والقائد الأعلى لقوات الشرطة ، ورئيس جهازي الأمن الداخلي والخارجي ، ليس هناك رأي ورأي آخر داخلها ، فالرأي أحادي وديكتاتوري تماما ، هو ليس رئيس تحرير متفرغ ومتخصص كما يظن البعض ، بل هو تاجر ، ومقاول ، ومؤجر ، ومستأجر ويسعى دوما وأبدا لإمتلاك المزيد من العمائر والبنايات والمجمعات التجارية ، والمجمعات السكنية والفنادق ، يعج مكتبه لا بالكُتاب والمفكرين والعلماء والأدباء والشعراء والنبلاء ، بل بالعمال والتجار والسماسرة والموردين والمستورين والبائعين والمشترين الخ
 لذلك فان النهج الذي تسير عليه في معالجة الأزمة السورية هو ليس رأي لمؤسسة لها مجلس إدارة وهيئة تحرير تجتمع لتضع السياسات العامة للصحيفة فيما بعد التداول والتفاكر والتحاور وإستبانة مواطئ الأقدام ، ودراسة ردود الأفعال المتوقعة قطريا وقوميا وعالميا ، ذلك كله غير موجود وغير مسموح به أصلا ، إنها تدار عبر رأي لفرد واحد غير متخصص في أي فرع من فروع الأدب أو الفكر أو السياسة ، المصيبة أن هذا الفرد الواحد ليس لدية أي مستوى تعليمي أو أكاديمي يؤهله لأتخاذ قرار في هكذا قضايا قومية عربية خطيرة تمس حاضر ومستقبل الأمة ، بل هو لا يستطيع أن يكتب مقالا من خمسة أسطر إذ لا يملك أي رصيد لغوي أو بلاغي يؤهله لذلك ، ، كما إنه الوحيد من بين نظرائه في الصحف العربية الذي لا يتحدث إلى أي جهاز أعلامي لا محلي ولا عربي ولا أجنبي ويرجى الإنتباه إلى هذه النقطة جيدا ومحاولة إجترار الذكريات أن كان أحدكم قد شاهده في تلفاز أو سمع صوته عبر إذاعة ما ، فهو لا يستطيع الظهور أمام الأجهزة الإعلامية ويتحاشى التحدث إليها ولا يلبي أي دعوة توجه له من أي مؤسسة أعلامية ومهما كانت ، لأنه ببساطة لا يستطيع التحدث ، ولا يعرف إبجديات وأدبيات الكلام ، ولا يملك في رأسه أصلا شيئا يقال ، ما في رأسه صفقات تجارية وقضايا تجارية في المحاكم بها هو مشغول ومهموم وفي مائها غريق ..
 وبالتالي فإن ما ترونه في صحيفته هو ذاته ما يراه في أحلامه وكوابيسه وهو نفسه الخط الذي تسير عليه الصحيفة ، والمحرر مأمور وإلا فإن الرأس مقطوع لا محالة ، وعليه أن يكتب ما يُملى عليه وليس للإقتناع أي دور هنا ، لذلك فإنني دائما ما أبتسم عندما أقرأ لبعض الشباب المخدوعين عندما يقولون بانها صحيفة معروفة بالحيادية والموضوعية !!! ، حيادية من ، وموضوعية من ؟.. ففاقد الشئ لا يعطيه حتما وحكما ..
 هذا الشخص نفسه كان له رأي شاذ قوميا عندما حذر كُتاب الأعمدة في صحيفته من توجيه أي نقد لأريل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل الحي عندما كان في عنفوان دمويته إذ هو إستباح دماء اللبنانيين والفلسطينيين ، وكان له رأي شاذ آخر أيضا إذ كان يرى بقدرة صدام حسين على هزيمة كل الحلفاء وكان سعيدا جدا بإحتلال الكويت ، كلها أفكار شديدة الخطر تندلع كخيوط دخان سوداء ومسمومة من هذه المؤسسة الصحفية إن جازت التسمية لتغطي سماوات وعواصم بلاد العرب والعجم معا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق