الثلاثاء، 7 يوليو 2020

لست أنا حائط مبكاكم ياصديقي اللدود


واذ أنا عاكف منذ رمضان على كتابة روايتي (سيقان الجن) تلقيت رسالة واتساببة شيطانية قبل يومين أحلناها بالأدب كله لإدارة الواتساب للإجراء ومن الرقم 0963546611 ، يزعم كاتبها بانهم ولا أدري من هم
واحسبكم تعرفون (من هم) يزعم فيها بهتانا وكذبا بأنهم قد إكتشفوا وبالحاسة العاشرة التي يملكونها دون خلق الله بأنني تبع الجماعة إياهم ، وإنهم جماعتي التي أهوى وأعشق مع تحذير صريح بضرورة التوقف عن مؤازرتهم .
هذا المسكين والذي لايعلم أين هي مواضع أقدامه يحملني ورطة حكومة الفترة الإنتقالية مع شعبها الصابر على الشدائد والأحن ، وعبر ثقة بالنفس واهية كخيوط العنكبوت يصر على إنني أسعي من خلال كتاباتي التي أجزم بأنه لم يستطع فك رموزها أسعى لتقديم العون والمساندة للنظام البائد ليتسنى له العودة للحكم مجددا ، مذكرا أياي بأن مليونية 30 يونيو كانت إستفتاء كاسحا أثبت وقوف الشعب كله خلف الحكومة الإنتقالية .
ومن هذه النقطة الجوهرية أدركنا أن الرجل لايملك أي قدرة على تحليل الواقع السياسي ، فمليونية 30 يونيو كانت تحمل شعار (تصحيح مسار الثورة) ، وتصحيح تعني وجود أمر ما خاطئ يتعين علاجه ، غير أن الرجل أعتقد وهما بان الشعب قد طالب الإنتقالية بتوفير المزيد من فرص الجوع ، والمزيد من سانحات البؤس ، والمزيد من باقات الشقاء ، هذا لم يحدث كما تعلمون ، غير أن هذا المسكين كان يعتقد أن الأمور جرت على هذا النحو وهذا لم يحدث على الإطلاق ، ويبدو أنه كان مُغيبا .
وبما إنه كان يصر بأنني أتبع النظام السابق فكان حري به أن يقدم مستنداته المؤكدة على وجود 40 قطعة ومنزل بحي كافوري الراقي بإسمي ، وأن يقدم كشفا بالفارهات التي وفرها لي النظام السابق ، وأن يقدم صورة من بطاقة إنتمائي للمؤتمر الوطني ، اليست البينة على من أدعى هكذا في فقه القانون ، غير أن فقه القانون ومعناه ومغزاه لا علاقة له بـ (الإرهاب الفكري والميداني الجديد) الأخذ في إحتلال حيز له غير مستحق في الساحة السياسية والإجتماعية السودانية المترعة الآن بالضباع .
هذا المسكين لم يجد على طول البلاد وعرضها من يتخذه كبش فداء وليحمله مأساة صفوف العيش ، وإنقطاع الكهرباء ، وإنعدام الماء والأدوية وغاز الطبخ وإنسحاق القدرة الشرائية للمواطن وعلى نحو يومي ، لم يجد غيري ليحمله كل هذا الوزر الوبيل وعلى وزن الطير الأبابيل .
 كل تلك المآسي لا الأماسي إكتشف هذا العبقري الجهبوز بانني المسؤول الأول عنها ، وإن عليّ التوقف عن الإسترسال في أحلام اليقطة والقائلة في إطار ظن السؤ بعودة النظام السابق لدفة الحكم .
ثم إنني أذهب للإعتقاد بأن هذا المُعتدي لايفهم لغتي بادي الرأي ، ربما أنه قد وجد فيها نمطا من الكتابة لم يعهده قبلا فأمسى يركض كجواد جامح خلف عكس الكلمات بإعتباري أعنيها دون غيرها ، وأن ذكاءه الحاد قد وفقه أخيرا في إكتشاف أسرار كلماتي التي أعيته وأشقته وأنه قد قرر أخيرا وضع حد لعذابه وسهاده هذا المر ، فإنبري كشقي قومه ليحمل الجمرة بأصابعه المجردة بإعتبارها قطعة حلوى .
أنت ياصديقي قد دخلت كهف الأفاعي وأنت حافي القدمين ، وفي هكذا وضع فعليك أن تعلم بأن مافعله المتنبي بكافور الاخشيدي لم يحدث إعتباطا ، حدث لأن هذا الكافور لم يكن ليعلم بأن هذا الذي يراه هزوا كان في الواقع أشعر العرب على مدى الدهور والأزمان ، تلك هي الموعظة الحسنة التي كان عليك إجترارها وأنت قد جئتنا قفزا فوق حوائط الحذر لتروم تمرا في بوادينا لتأخذه عنوة وإقتدارا .
لا والله لن تجد عندنا غير الحشف نسوقه إليك توقيرا لمقدمك الكريم ، ثم ها هو التاريخ يسجل واقعة وحقيقة أنك قد ظلمت نفسك وظلمت الحكومة الإنتقالية يوم آليت على نفسك تعليق أسمال الفشل على حوائطنا ، تلك كانت سقطة كبرى عزيزي .
ثم أقول لك همسا وإذ أنت لا تعلم بان كل الكلمات التي تراها ليست هي كلمات كما تعتقد ، أحيانا تغدو لكمات ساحقة وماحقة ، محمد علي كلاي رحمة الله عليه كان يقول أحوم مثل الفراشة والسع مثل النحلة ، لسعات كلاي لم تكن كلسعات النحل إن كنت تعرفه ، كانت معاول من حديد عندما تهوى على رؤوس الخصوم فإنها تحدث دويا ودمارا شاملا كذلك الذي تحدثه أسلحة الدمار الشامل المحرمة أمميا ودوليا .
وأن كنت ترغب بالفعل يا رعاك الله أن تعي وتستوعب ما أقول كان عليك أن تسألني عن مرادفات الكلمات وعن ما يختبئ خلف ظلال المعاني ، كنت سأكبرها فيك ، وأحفظها لك كسعي كريم من رجل يطلب العلم حتى ولو في الصين القديمة لا الجديدة .
ذلك كان أفضل وإذ أنت تتقيأ على قارعة الطريق ولتزعم بعدها وإذ الرأس كما الإمعاء فارغا لتزعم بأنك قد إستوعبت بعد لأي بأنني أدافع عن أولياء نعمتي بالعهد البائد ، بذلك أيقنت بأنك بأئد أيضا كالديناصورات وكالنظام البائد لامحالة فتلك رغم ضخامة حجمها غير أن عقلها كان أصغر من وزنها ملايين المرات ، لذلك لم تدرك حجم الإنفجار المهول كما يقال والذي أوردها موارد الهلاك فيما بعد .
يا رعاك الله وإذ أنت خلدت ذكرى إعتدائكم الآثم علينا يوم وضعناه اليوم ونشرناه في هذه المدونة ليبقى أبد الدهر يحدث ويتحدث عن حجم الهمجية التي آل إليها حال الوطن ، عليك أن تبحث في ذات المدونة عن مقال لنا كتبناه قبل خمسة أعوام كاملة من إندلاع الثورة السودانية والتي إقتلعت النظام السابق بعنوان :
إن كنتم تحبونه لاترشحونه
أوتدري من هو الشخص المعني بلا ترشحونه ، أنه الرئيس السابق عمر حسن أحمد البشير ، في ذلك الوقت كان المطبلون وربما أنت منهم ينادون بضرورة إعادة إنتخابه ، وقد تكون أنت في ذلك الوقت في المهد صبيا ، كنا نحن ننصح جموع الشعب السوداني بعدم ترشيخ البشير في انتخابات 2015 .
أنا الوحيد الذي قلتها في وقت كنت أنت لاتعرف معنى أن نخاطب الناس بالنأي عن البشير ، تلك كانت وبمقاييس ذلك الزمان من الموبقات المهلكات المفضيات إلى السعير ، فمن الثأثر بالأقدمية فينا أنا أم أنت ؟!.
ومع هذا وفوق هذا أتى حكمكم المحال لمزبلة التاريخ والقاضي بأنك قد إكتشفت موالاتنا للنظام السابق ، بئس به من إكتشاف ورب والكعبة .
 ثم هل تعلم يارعاك الله بأن نكبة الإنقاذ كانت في نظامها التعليمي متواضع الأوصاف والقسمات ، أو تعلم بأنه وفي أمكان من تحصل على 50% في الثانوية العامة من الممكن أن يدرس الطب ليغدو طبيبا وليضطلع بمسؤولياته الجسام في إستباحة أرواح الناس تحت ما يسمى بالأخطاء الطبية ..
ثم أو تعلم بأنني ومن ركاكة أسلوبك في التهديد والوعيد أيقنت بأنك حتما من مخرجات ثورة التعليم الإنقاذية ، وهل تعلم بأن إنحدار مستوى اللغة والأخلاق هو أيضا من مخرجات ثورة التعليم الإنقاذية التي تزعم وهما بأنني إنتمي إليها بالوجدان وبالإحسان ، ثم هل تعلم أنني لم أكن أعيش في هذا الوطن العزيز أصلا حتى أغدو حارسا ومطبلا للنظام السابق كما زعمت بهتانا وإثما .
حقا من نكد الدنيا على المرء أن يرى من يزعم بأنه حارسا أمينا للثورة ومع هذا لا يستطيع توجيه اللوم لحكومة الثورة إذ هي فشلت وأخفقت بشهادة قادة (حقت) لا بشهادتي أنا في توفير أدنى متطلبات الحياة لشعبها .
تركت كل تلك الحقائق الدامغة جانبا ولم تجد في الأرض ولا في السماء غيري لتوجيه اللوم إليه ، لقد حدت عن الطريق بالتأكيد ، أذهب ياهذا لمجلس الوزراء ، وللسيادي ، وأسالهم مابال النسوة اللاتي قطعن أيدهن .
 أسالهم عن الجوعي في باحات المنازل والبيوت ، أسالهم ما بال اليتامي والثكالى ولا طمات الخدود ، ولقد نصحتني بأن أكون مواطنا صالحا بالنأي عن البشير ، غير إنني أنصحك ولكن بصدق بأن تذهب إلى حيث نصحتك ، هناك تجد ضالتك فهي عندهم لاعندي ، أنت بذلك تكون مواطنا صالحا حقا وحقيقة .
أسالهم عمن هجر المصانع والمزارع والحقول وبات يتسكع في مواخير وسائل التواصل يكيل السباب هنا ، ويلعن هناك ، ويغني ويرقص في الطرقات والساحات والدروب ظانا ظن السؤ أن الوطن يُبنى بالأغاني والدفوف .
أما صاحب الرقم 0912973196 ، فقد عبس وبسر ، وأدبر واستكبر ، وقال أتمنى أن يهديك الله وتطلع من هذا النفق المظلم والمسمى بالمؤتمر اللاوطني .
كأن هذا السبع الجسور قد عثر أخيرا وبعد لأي وجهد وضنى على بطاقة عضويتي الحمراء بالمؤتمر اللا وطني ، وجاء لينثر أزاهيره الشوكية في قارعات الطرق مبشرا بفتح جديد من به الله عليه من دون خلق الله كلهم ،  فهاهو ينفلت من عقال التيقن والتأكد ليلتحم كنجم آفل في بوتقة النصح الكذوب ، ليرشدني بالناي ، هل تعرفني ياهذا ، هل إلتقيتني يوما ، هل كنت معي في سلطنة عُمان وتحديدا في العاصمة مسقط طوال عقدين من الزمان ، هل قرأت مقالاتي وكتاباتي ونحن في المهجر دفاعا مستميتا عن السودان الوطن لا السودان النظام ، هل كنت معي بالخليج ونحن نؤطر لمنظومة الأخلاق والمبادئ السودانية في عواصم الدول الأخرى حتى أمسى السوداني رمزا للأمانة الشخصية وللنزاهة ؟..
بالطبع أنت لاتعلم من أنا ، وإن كان الأمر كذلك فمابالك وقد غمست أصابعك كلها في مراجل النار واللهب ، يا أيها الرجل الذي لايعلم لا أدري ماذا أقول لك وإليك وفيك واذ في الحلق غصة وعلى الوجه شوك وسهام .
ثم أقولها لك وللتاريخ نصيحتك مردودة إليك ، فانا لست رعديدا لا نسلخ مما كنت فيه ، غير انني لم أكن هناك ، لم أكن في هذا الوطن الجحيم أصلا والذي يزعم فيه القوم بانهم ألهة يعلمون الغيب ويقرأون ما في الأرحام والسرائر ، عد لبارئك وقل (حطة) ربما يغفر الله لك ..
  
ضرغام أبوزيد
صحفي وكاتب سوداني عُماني
مشرف جروب قدامى المحاربين الإعلاميين
00249121338306
dirgham@yahoo.com

السبت، 4 يوليو 2020

أيعقل .. شكوى للنيابة العامة بدولة قطر تحت الإجراء لخمس سنوات عجاف !!

مواطنة عُمانية من الكادحات في دورب الحياة بحثا ولهثا خلف لقمة العيش الكريمة لها ولأسرتها ، رأت عند خط الأفق قبس من نور وسط دياجير ظلمة ، أسرعت إليه كأمر طبيعي تماما كما فعلت هاجر عليها السلام من قبل وهي تركض بين الصفا والمروة بحثا عن قطرة ماء للرضيع إسماعيل عليه السلام ، وهذا ما فعلته هذه العُمانية العصامية .
فقد تعرضت لعملية إحتيال إلكترونية شارك فيها أحد البنوك القطرية ، وكأمر طبيعي أيضا رفعت شكوتها للنائب العام بدولة قطر في 3 فبراير 2016 ، ووكلت محام قطري ليتولى الدعوى ، وفي 24 إبريل 2019 بعثت برسالة إستعجال للنائب العام القطري .
الأدهى والأمر والأنكي أن هذه المواطنة لم تتلق ردا على شكواها منذ أربع سنوات وخمسة أشهر ويومين من اليوم 5 يوليو 2020 .
سالنا رجال القانون هل يعقل أن شكوى تقدم لأي نيابة من النيابات وعلى مستوى كوكب الأرض لايتم الفصل فيها لأربعة سنوات عجاف كاملات ؟..
قالوا ذلك يستحيل حدوثه ، قلنا لكنه قد حدث في دولة قطر ، وأمام النيابة العامة بالدوحة ، وما نعرفه باليقين أنه وفي هكذا أحوال وعندما يتقدم أي شخص بشكوى للنيابة فإنه وفي ظرف أسبوع على أكثر تقدير فأن النيابة إما أن تشطب البلاغ لعدم كفاية الأدلة مثلا ، أو تحوله للمحكمة بعد ثبوت وجود ما يستدعي رفعه لعدالة المحكمة .
المواطنة العُمانية كانت وطيلة السنين الماضية وعندما تراجع النيابة هي ومحاميها يقال لها إنه تحت (الإجراء) ، وقد تكبدت مشاق السفر مرة للدوحة وقالوا لها أيضا إنه تحت (الإجراء) .
ومن جانبنا حاولنا التواصل إلكترونيا مع مكتب النائب العام القطري عبر البريد الإلكتروني الخاص بهم :
غير إننا لم نتلق ردا ، كتبنا لسمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة ، فإتضح لنا بأن الموقع الإلكتروني غير مهيأ لإستلام الرسائل فبعد أن تقوم بتعبئة الإستمارة وتضغط على أرسال ، تظل الرسالة في مكانها ، إذن هو موقع لايلبي ما هو مطلوب منه وهو بذلك إعلامي بحت أكثر من كونه خدمي يربط مابين سمو الأمير ومابين من يرغبون في التواصل معه .
كتبنا لمكتب الإتصال الحكومي القطري :
وبدون أن نتلقى ردا ، إذن كل المواقع الإلكترونية القطرية لا تستجيب لأي شيء كأنها لم تكن وتلك حقيقة نقولها بأسف .
الآن قضيتنا ليست ضد البنك الذي شارك في عملية الإحتيال على المرأة العُمانية وبناء على شكواها ، الآن القضية ضد النيابة العامة بدولة قطر التي فشلت في الرد على شكوى مقدمة إليها من مواطنة عُمانية منذ حوالي خمس سنوات عجاف .
فيها وفي ثناياها تكبدت هذه المواطنة خسائر فادحة ، فالمبلغ الذي دفعته إحتيالا مافتئت تسدده مع فوائده للبنك ، ورحلاتها للدوحة هي تكاليف ، وإنتظارها الطويل المملل لهذه السنوات هي خسائر لاتقدر بثمن ، ذلك هو خلاصة العذاب الذي سببته النيابة العامة بقطر لمواطنة عُمانية كادحة .
ودولة قطر بذلك لم تقدر عاليا وقفة سلطنة عُمان الصلبة معها ، ولم تراع عذابات السهر الطويل لأمرأة خلف بوابات الإنتظار الممل لخمس سنوات كاملات .
فهل ما ترغب فيه النيابة في قطر هو أن تتخلى هذه المواطنة عن قضيتها بسبب عدم وجود رد ، بإعتبار أن هذا النهج هو الأمثل في مقياس رختر الجديد والخاص بالعدالة الجديدة ..
وإذا كانت قطر ستنظم بطولة كأس العالم 2022 وتتطلع لجذب المزيد من الإستثمارات فأن المدخل الملائم لهذه التطلعات المشروعة هو رأس سنام العدالة وهي النيابة العامة ، غير أن النيابة العامة هي ذاتها التي نتحدث عنها في واقعة مؤسفة لم تحدث ضد عنترة بن شداد العبسي ، بل ضد مواطنة عُمانية عادية وهي تمثل في ذات الوقت كل البعد الذي من خلالة نثبت كفاءة العدالة ومقدرتها على إثبات أنها كذلك ، وأنها قادرة على التعامل مع الكل على أسس ناصعة وبغض النظر عن جنسياتهم ومشاربهم أليس كذلك ؟!!..

ضرغام أبوزيد
صحفي وكاتب
00249121338306