الأحد، 9 فبراير 2020

العثور على ياسر سلامه الأستاذ الأول للزميل الصحفي والكاتب العُماني حمود الطوقي


منذ سنوات طويلة خلت ومنذ أن كنت في سلطنة عُمان وبعد أن غادرتها كنت  أبحث عن الزميل والصديق الأستاذ والمربي الفاضل والجليل / ياسر خالد سلامه ، الأردني الجنسية ، لعدة أسباب وإعتبارات تاريخية وتوثيقية تهم في المقام الأول التاريخ الصحفي العُماني ، ثم هي تهم بعد ذلك الزميل والأخ العزيز ورفيق الدرب القديم المخلص حتى النخاع الصحفي والكاتب العُماني العلم / حمود بن علي الطوقي ، الحكاية تعود لعام 1984 أي قبل 36 عاما بالتمام والكمال ، وفي هذا العام تحديدا شهد المولد الصحفي للزميل حمود ، صاحب الأمتياز والمدير العام لمجلتي الواحة ومرشد للأطفال الآن .
 المكان : مبنى الوطن بالوطيه بالعاصمة العُمانية مسقط ، وقتها كان يأتي لمبنى الوطن المتواضع حينها والذي أزيل الآن وحلت مكانة عمارة ضخمة يوجد بها العصفور للآثاث كما تركرته عند مغادرتي لمسقط ، كان يأتينا في الأمسيات الأستاذ / ياسر سلامه وهو أستاذ الطفل والتلميذ حمود الطوقي بمدرسة روي  الإعدادية ، ياسر سلامه كان المشرف على صفحة (أبناء الوطن) ، وكان الطوقي هو المشرف تحت التمرين بإشراف أستاذه ياسر سلامه ، تلك كانت بداية علاقتي بـ (الطفل) حمود وفي تلك السنة كانت البدايات الأولى لجريدة الوطن كصحيفة يومية بعد أن كانت أسبوعية منذ عام 1971 وقد إحتفلت مؤخرا بيوبيلها الذهبي ، تلك كانت البداية التي زرفنا فيها الدم والدموع والسهاد حتى وقفت الوطن على قدميها ، ومن وقتها توطدت علاقتي وصداقتي بالشاب الأستاذ ياسر وكنت أرى إهتمامه وحنوه البالغ والشخصي بتلميذه النجيب الطوقي ، والطوقي التلميذ كان عند حسن ظن أستاذه به ، يكتب موضوعات صغيرة ويحضر صور لزملاءه بالمدرسة لتنشر مع الصفحة ، وإستمر الطوقي في هذا المعترك ، وعند مغادرة ياسر للسلطنة ولم أره بعد ذلك أي لحوالي 30 عاما ، غير إنه ظل في الذاكرة أبدا ، أتذكره كلما يجمعني حديث مع الطوقي بمسقط أو عبر الوسائط وإذ أنا في الخرطوم ، تولى الطوقي الإشراف الكلي على صفحة أبناء الوطن بعد مغادرة ياسر لعُمان ، لقد عشق الطوقي الصحافة تحت سمع وبصر أستاذه الجليل ياسر سلامه ، وشاءت مشيئة المولى أن أكون شاهدا لتلك الحقبة التي أسميها مولد الصحفي الألمعي حمود .
وبما أن التوثيق للأحداث الكبيرة هي عشقي فقد سعيت حثيثا للعثور على ياسر سلامه بعد مرور 36 عاما منذ آخر مصافحة لي ليده ، وكان أن عثرت عليه أخيرا بالعاصمة الأردنية عمان ، خفت أن يكون قد نساني فالدهر قادر على محو كل شيء حتى الذكريات ، غير أن المفاجأة المذهلة والتي أسعدتني وأخالها ستسعد الطوقي أيضا هي أن ياسر لم ينس تلك السنين الخوالي ولم ينس الطوقي أيضا ، التقيته في الماسنجر وقلت له :
أيها القامة لن أنساك أبدا ، تلميذكم حمود الطوقي الآن علم في رأسه نار ..
وكان رد الأستاذ ياسر كما يلي :
صباحات المحبة عزيزي ضرغام
يسعدني ويشرفني التواصل مع أخ عزيز وحبيب ..
مساءات الخيرات والمحبة عزيزي ضرغام
لم أطلبك صديقا .. فأنت صديق عزيز وأخ كريم ، خوتك ركن ركين ، وصداقتك رفيفة رقيقة ، تواصل شرف يسعدني مع خالص محبتي ..
وعن تلميذه الأشهر حمود الطوقي قال الأستاذ ياسر سلامه :
ترسخ حب الصحافة في عقلية حمود الطوقي ، وإجتهد وجد في رياض هذا الحب ، فإنبت غراسا معطاء طيبا حتى أصبح علم في رأسه نار ..
يومكم مبارك عزيزي ضرغام
ثم سألت الأستاذ ياسر أين أنت الآن فقال :
أخي وعزيزي ضرغام ..
ما زالت ذكريات الزمن الجميل تعزف لحن مودتكم .. في دواخلنا روضكم الأريض فواح بطيبتكم .
تقاعدت من التعليم الحكومي والخاص مديرا ومشرفا .
والآن عضو رابطة الكتاب الأردنيين وإتحاد الأدباء العرب ، أدب أطفال .. نشيدا وقصة ..
مع خالص محبتي
كان هذا يا أخوان ياسر سلامه الأستاذ الجليل والأكبر والذي أخذ بيد صديقي الطوقي منذ أن كان طفلا يافعا وتلميذا نجيبا ، وشاءت الأقدار الرخية أن أستحضر ذلك الماضي الجميل في غفلة رائعة من الزمن عندما يرخي سدوله حبا ومسره ، ثم إنني الآن في غاية السعادة والإرتياح ، فالطوقي في مسقط أحسبه سيجتر معي أزاهير تلك الذكريات ، وياسر سلامه في العاصمة الأردنية عمان سيقف معى على قمة قلعة الجلالي والميراني بمسقط وينظر بعين حالمة إلى السفن وهي تعبر وتروح بميناء السلطان قابوس بمطرح العُمانية ..
 وبما أن العثور على الأستاذ الجليل ياسر هو حدث نؤرخ به وله ، ففي هذا اليوم سأقوم بإضافة الأستاذ ياسر لجروبنا قدامى المحاربين الإعلاميين وهو كما تعلمون جروب النخبة العربية من الصحفيين والإعلاميين وما بين الخمائل والجداول والأزاهير بالجروب سيلتقي ياسر مع تلميذه حمود الطوقي وجها لوجه ، فكيف ياترى سيغدو اللقاء ، لننتظر ونرى ..

ضرغام أبوزيد
صحفي وكاتب سوداني عُماني
مشرف جروب قدامى المحاربين الإعلاميين
249121338306+