الاثنين، 21 ديسمبر 2020

لأصحاب الفضيلة القضاة العُمانيين الأجلاء

 

 


لأصحاب الفضيلة القضاة العُمانيين الأجلاء : 

حسين بن علي الهلالي ـ المبجل

خليفه بن محمد الحضرمي ـ المبجل

حسين بن عمر بنسليمه ـ المبجل

مطر بن خلفان الهنائي ـ المبجل

ضرغام أبوزيد

صحفي وكاتب

dirgham@yahoo.com

00249121338306

لقد آن الأوان لأبعث لكم أيها الكرام الأفاضل ومن العاصمة السودانية الخرطوم أبعث لكم من هذا البعد المكاني والزماني أسمى آيات تقديري ، وكل أمتناني ، وكل إحترامي ، وكل تقديري ، لقد آن أوان شكركم بعد 18 عاما كاملة منذ أن وقعتم وأصدرتم حكمكم الحاسم والمؤكد على إننا كنا على حق ، وأن ماقلناه في العاصمة العُمانية مسقط كان هو عين الصدق وكل الصدق وأصل الصدق ، وأن ما قاله من عادانا كان هو كل الكذب وأصل الكذب وكل البهتان ، قلتم وأجزلتم وكتبتم في خاصرة الزمن وعلى حوائط المجد بأن سلطنة عُمان الحبيبة فيها رجال وأي رجال ، رجال لا تلهيهم تجارة ولابيع عن الجهر بالحقيقة رغم العواصف والأنواء ، لتعلموا أيها السادة القضاة الكرام ، بأنني وأن كنت ألهج بالشكر والثناء على سلطنة عُمان رغم الطعنات النجلاوات التي تلقيتها في الظهر ممن أحسن قلمي إليهم ومنذ أن كانوا فقراء ومعدمين يسعون في الأرض سعي الحفاة فوجدوا في نعمة الله الكبرى علينا وهو القلم الذي أقسم به رب العزة قبلا وجدوا فيه ضالتهم ومبتغاهم فقدم إليهم ماكانوا يتطلعون إليه بغير طائل ، منذ العام 1984 كان قلمي المسكين يخط أول أحرفه في طريق المجد الطويل الذي أنتهى بهم لبناء الشواهق وإمتلاك الأرصدة في البنوك وفي الخزائن .

لست نادما في الواقع على صنيع فعلته ، ولكن ماقاله المغدور قيصر ذات يوم في روما المدينة والدولة كان وسيظل للناس أبد الدهر آية في معنى الوفاء عندما ينقلب على عقبية فيخلف في اللسان طعم المر ، وستبقى جملة حتى أنت يابروتس تدق في ناقوس النسيان بقوة .

السادة القضاة الأجلاء

قراركم هذا الذي وقعتموه كان وسيبقى في التاريخ معلما ، وسيبقى في ذاكرة النهضة العُمانية الحديثة منارة تضئ للأجيال العُمانية القادمة دياجير العتمة والظلمة ، سيما وأنكم أصدرتموه بالفخر كله باسم المغفور له بإذن الله حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ وليؤكد لهم بأن الحضارة العُمانية التي أجتاحت السواحل الإفريقية الشرقية ، وأتخذت من زنجبار التنزانية حاليا عاصمة للإمبراطورية العُمانية فيما خلف البحار هذا لمن لا يعرف عظمة عُمان بطبيعة الحال ، كل هذا المجد التليد للسلطنة كان يحف حكمكم الأسطوري هذا ، وقد اعتقد المدان بالكذب فيه بأن السيادة والريادة قد دانت له في السلطنة بأسرها ، فكان حكمكم لصالحي قد مرق أنف الطغيان بمسقط ، يوم قلتم للطاغية بأنني صحفي معترف به في سلطنة عُمان وفيما خلف البحار أيضا ، وكان الطاغية قد أنكر كل المجد الذي تركته بالسلطنة خلفي أرثا حضاريا تتناقله الأجيال العُمانية جيلا بعد جيل ، ثم أنكر بأنني قد عملت صحفيا في السلطنة هكذا في وضح النهار وبغير خجل ، وبغير أن يتقى الله في نفسه وفي أهله وفي عُمان المجد وعُمان التاريخ .

السادة القضاة الأجلاء

آه لو تعلمون بأن قراركم التاريخي هذا كان سببا في سعي الطاغية لإلغاء عقد مراسلتي للإذاعة العُمانية من الخرطوم ، فسعى سعيا محموما مجنونا لإلغاء ذلك العقد بعد أن سمع صوتي يتسربل عبر الإذاعة العُمانية بمسقط ، جن جنونه ، عصف به الحسد والغل ، وإنتابته حمى الخزلان والإنكسار ، فإستخدم كل الوسائل والوسائط الملتوية كعهده دوما  لمنع صوتي من أن يشنف آذان المحبين وجموع الأصدقاء والأوفياء في السلطنة العزيزة ، ذاك لم يكن سعيا بين الصفا والمروة بل كان لهثا بين جهنم والسعير .

السادة القضاة الأجلاء

آه لو تعلمون كيف كان صمودي الباسل خلف متاريس الإيمان بنبل القضية في الخوير بمسقط ، لعام كامل وأنا أنازل هذا الوحش الكاسر في معركة غير متكافئة بحكم المقاييس البشرية ، ولكنها كانت إستلهاما لموقعة بدر الكبرى يوم إستطاع المصطفى صلوات الله وسلامه عليه كسر شوكة الكفر والوثنية بمكة ، مصداقا لقوله تعالى في سورة الأنفال (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17) .. صدق الله العظيم .

لقد كان جهادي مرا ، وكفاحي علقما ، من أجل الوصول لقراركم الأسطوري هذا ، هل تعلمون بأنه وطوال عام كامل لم أكن أملك راتبا أقتات به ومنه ، وهل تعلمون بأنني قد تعرضت لإرهاب منظم من قبل نقيب بشرطة عُمان السلطانية داب الطاغية على أرساله لي بالشقة تخويفا وترهيبا وإرهابا ، ومع هذا لم يستطع أن ينال من رأسي شعرة واحدة ، صمودي هذا الأسطوري المرير هو الذي أوصلني لقراركم التاريخي الذي يتعين على كل بيت وأسرة في عُمان أن تحتفظ به كصورة في مجالس الضيوف وفي السبلات وفي غرف الطعام أيضا .

معركتي بمسقط علمتني حقيقة ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي :

وما نيل المطالب بالتمني ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

فأنا قد إنتزعت هذا النصر من فهم أسد جائع عنيف ومتوحش ، لايقيم وزنا لأي مثل عليا أو دنيا ، يؤمن بأنه الأعلى تماما كما كان يعتقد فرعون موسى ..

السادة القضاة الأجلاء

تعلمون كما أعلم بأن الطاغية قد كتب لكم في إطار تأكيد (مجنون) لكذبته المدوية التي رفضتموها فيما بعد قال لكم بالحرف الواحد :

وبعد أن أثبتنا بما لايدع مجالا للشك بأن المدعي (شخصي) كانت وظيفته كانت ضابط إرشيف فإننا نجد أن الفقرات التي ساقها المدعي في عريضة الدعوى محاولا بذلك أن يجد مخرجا لما هو فيه ولو قيد أنمله ليس لها مجالا للرد عليها ، ولكن توضحيا للحقائق ولكي تكون الحقيقة واضحة جلية أمام عدالة المحكمة فإننا سوف نجيب عليها .

بالنسبة لما ذكره المدعي بأن مهنتهه في بطاقة العمل هي (محرر صحفي) فإننا نريد أن نوضح بأن المهنة في بطاقة العمل ليس بالضرورة أن تكون هي الوظيفة الأساسية التي يمارسها الموظف ..

هذا مخلص كما تعلمون للكذبة التاريخية السوداء التي غطت سماء العاصمة العُمانية مسقط والتي حجبت ضؤ الشمس من النزول للأرض يومها ، التي ساقها الطاغية في سبيل إنكار ما قدمه قلمي طول عقدين من الزمان ..

الحكم الذي زلزل كيان الطغيان

فكان حكمكم الذي دمر طغيانه على النحو التالي :

وحيث أن طلب شهادة الخدمة على أساس أن المستأنف (محرر صحفي) وليس ضابط أرشيف تضمنه عقد العمل المبرم بين الطرفين ضرورة أن المستأنف ضدها أخطرت المديرية العامة لشؤون العمل بتعديل الوظيفة الممارسة من المستأنف بداية من 7 مايو 1995 من ضابط أرشيف إلى محرر أخبار ، وطلب إستبدال بطاقة عمله لتتضمن الوصف الوظيف الجديد مثلما تثبته إستمارة بطاقة مؤرخة في 12 يونيو 1995 ، وتعين الإستجابة لهذا الطلب وإلزام المستأنف ضدها بتسليمه شهادة خدمة تتضمن وظيفته (محرر صحفي) ..

هنا رفعت الأقلام وجفت الصحف ، آه ياسادتي لو تعلمون أن مئات المستندات المزورة والمصنوعة رفعها الطاغية لعدالة المحكمة لإثبات كذبته ، ولكنها تهاوت لأن الله أراد ذلك ، ولأن الله لايهدي كيد الخائنين ..

فهل توافقونني الرأي أيها القراء الكرام في كوكب الأرض بأن (الكذب) على محكمة عُمانية مكونة من ثلاث قضاة هو أنتهاك للشرف والأمانة ، وهل توافقونني الرأي بأن الكاذب لا أمان له ولاعهد أصلا ، وهل توافقونني الرأي بأن شخص كاذب بهذا المستوى الرفيع لاينبغي أن يكون رئيسا لتحرير مطعم صغير في منعطف طريق ، ناهيك عن أن يكون رئيسا لتحرير صحيفة عُمانية .

هذا الحكم القاصم للظهر سلمته بالفخر كله لسعادة عبد الله بن شوين الحوسني وكيل وزارة الإعلام العُمانية ، رئيس لجنة المطبوعات والنشر السابق ، وبذلك فقد أخليت مسؤوليتي الأخلاقية وأديت الأمانة كما يحب ربنا ويرضى ، وتركت الكرة في ملعب وزارة الإعلام لتركلها بالطريقة التي تراها مناسبة ..