الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

القمر الصناعي الإسلامي متى ولماذا ؟..


من زاويتي اليومية (شراع) بصحيفة الوطن العُمانية عدد يوم الخميس 30/11/2000
القمر الصناعي الإسلامي متى ولماذا ؟..
للمرة الأولى منذ عقود طويلة مضت تصوم الأمة الإسلامية في يوم واحد، صحيح إن هناك القليل من الدول ربما دولة أو أكثر صاموا لوحدهم إلا إن ذلك لا يقلل من حقيقة إن الإجماع على بداية رمضان هذا العام كاد أن يكون تاما، ذلك في الواقع إرهاص طيب على إمكانية أن تتوحد الأمة إزاء بدايات رمضان ونهايته أيضا، إذ لا يعقل وهذا كان سائدا في السنوات الماضية أن تصوم كل دولة إسلامية على حدة وان تفطر كذلك على حده، ولا يعقل أن يتبادل المسلمون تهاني العيد من اخوة لهم لم ينته شهر الصيام عندهم بعد، ذلك إن الجوار هو السمة السائدة في معظم الدول الإسلامية ما عدى الدول البعيدة نسبيا كجمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية مثلا، عليه لا يمكن هضم مسألة الاختلاف في مطالع القمر، فالقمر هو القمر في أي دولة إسلامية كانت، ولا تملك باليقين القاطع كل دولة إسلامية قمر خاص بها يمكن الركون إليه والاعتداد به في مقابل أقمار الآخرين.
نحسب أن ثمة رسالة إلهية قد وصلتنا تفاصيلها الجميلة ومفادها بان الوحدة والتوحد لهما وقع جميل وطيب في النفوس، وهذا ما استشعرته الأمة على نحو جلي هذا العام، فبعد أن توحدت في الصيام تولدت على الفور في النفوس التواقة إلى اتحاد إسلامي صلب وفاعل قادر على مقارعة الآخرين الحجة بالحجة والقوة بالقوة تولدت رغبة مشروعة في استمرار هذا التوهج وهذا التوحد.
التوحد الإسلامي الذي تجلى في شعيرة الصيام الهامة باعتبارها ركنا من أركان الإسلام يتعين تفعيلها وتأكيدها عبر منابر منظمة المؤتمر الإسلامي والتي في إمكانها البدء منذ الآن في تأطير بدايات رمضان وانتهاءه بالوسائل والوسائط التقنية الحديثة، فلا يمكننا أن نظل كما نحن نعتمد العين المجردة فقط في رؤية هلال رمضان، فالمدن الإسلامية اليوم ليست هي المدن الإسلامية أيام الدولة الإسلامية الأولى بالمدينة المنورة، الآن المباني شهقت عاليا في السماء وغدت عائقا أمام العين لتستطيل إلى خط الأفق لتستبين إن كان الهلال قد اطل أم لا يزال في رحم الغيب، قديما كان الناس يمكنهم فعل ذلك بأعينهم المجردة، فليست هناك مباني عالية ولا عمائر شاهقة وكانت العين المجردة كافية لتأكيد الحدث.
عليه فلا نرى ضيرا في أن تتبنى منظمة المؤتمر الإسلامي إطلاق قمر صناعي إسلامي مهمته الأولى والأخيرة تحري رؤية الهلال لا في رمضان فقط بل في كل شهورنا العربية والتي تعتمد على القمر لذلك فهي قمرية، لتكن تلك بداية الوحدة الإسلامية الكبرى التي يخافها الصهاينة تحديدا، ثم نشير ونؤكد بان هذه القضية أمست خطيرة بالفعل، فاختلاف الشهور العربية ما بين قطر إسلامي وقطر آخر تمنع بالتأكيد دخول التاريخ الهجري إلى الكمبيوتر وتبعده تماما من كافة المعاملات المصرفية والتجارية والاقتصادية، لذلك فقد ظل التاريخ الهجري على هامش الأحداث دوما، ولا نكاد نستخدمه إلا داخل نطاق القطر الواحد، ذلك إننا لا نستطيع الاعتداد قانونيا برسالة كتبت من عاصمة إسلامية يوم الاثنين الأول من رمضان لا نستطيع الاعتداد بها في أي محفل خارج نطاق القطر الذي كتبت فيه، فلو نحن أرسلناها إلى قطر إسلامي آخر فسنجد إنها تسببت في العديد من المصاعب، ذلك إن الأول من رمضان في القطر المرسلة إليه هو يوم الثلاثاء وليس الاثنين، وسيجد الراسل والمرسل إليه نفسيهما في متاهات الحيرة فعلا، كل ذلك نحن في غنى عنه لو التجأنا إلى القمر الصناعي الإسلامي كحل وسط وجدير بالاحترام من الجميع.
ضرغام أبوزيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق