الاثنين، 21 ديسمبر 2020

لأصحاب الفضيلة القضاة العُمانيين الأجلاء

 

 


لأصحاب الفضيلة القضاة العُمانيين الأجلاء : 

حسين بن علي الهلالي ـ المبجل

خليفه بن محمد الحضرمي ـ المبجل

حسين بن عمر بنسليمه ـ المبجل

مطر بن خلفان الهنائي ـ المبجل

ضرغام أبوزيد

صحفي وكاتب

dirgham@yahoo.com

00249121338306

لقد آن الأوان لأبعث لكم أيها الكرام الأفاضل ومن العاصمة السودانية الخرطوم أبعث لكم من هذا البعد المكاني والزماني أسمى آيات تقديري ، وكل أمتناني ، وكل إحترامي ، وكل تقديري ، لقد آن أوان شكركم بعد 18 عاما كاملة منذ أن وقعتم وأصدرتم حكمكم الحاسم والمؤكد على إننا كنا على حق ، وأن ماقلناه في العاصمة العُمانية مسقط كان هو عين الصدق وكل الصدق وأصل الصدق ، وأن ما قاله من عادانا كان هو كل الكذب وأصل الكذب وكل البهتان ، قلتم وأجزلتم وكتبتم في خاصرة الزمن وعلى حوائط المجد بأن سلطنة عُمان الحبيبة فيها رجال وأي رجال ، رجال لا تلهيهم تجارة ولابيع عن الجهر بالحقيقة رغم العواصف والأنواء ، لتعلموا أيها السادة القضاة الكرام ، بأنني وأن كنت ألهج بالشكر والثناء على سلطنة عُمان رغم الطعنات النجلاوات التي تلقيتها في الظهر ممن أحسن قلمي إليهم ومنذ أن كانوا فقراء ومعدمين يسعون في الأرض سعي الحفاة فوجدوا في نعمة الله الكبرى علينا وهو القلم الذي أقسم به رب العزة قبلا وجدوا فيه ضالتهم ومبتغاهم فقدم إليهم ماكانوا يتطلعون إليه بغير طائل ، منذ العام 1984 كان قلمي المسكين يخط أول أحرفه في طريق المجد الطويل الذي أنتهى بهم لبناء الشواهق وإمتلاك الأرصدة في البنوك وفي الخزائن .

لست نادما في الواقع على صنيع فعلته ، ولكن ماقاله المغدور قيصر ذات يوم في روما المدينة والدولة كان وسيظل للناس أبد الدهر آية في معنى الوفاء عندما ينقلب على عقبية فيخلف في اللسان طعم المر ، وستبقى جملة حتى أنت يابروتس تدق في ناقوس النسيان بقوة .

السادة القضاة الأجلاء

قراركم هذا الذي وقعتموه كان وسيبقى في التاريخ معلما ، وسيبقى في ذاكرة النهضة العُمانية الحديثة منارة تضئ للأجيال العُمانية القادمة دياجير العتمة والظلمة ، سيما وأنكم أصدرتموه بالفخر كله باسم المغفور له بإذن الله حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ وليؤكد لهم بأن الحضارة العُمانية التي أجتاحت السواحل الإفريقية الشرقية ، وأتخذت من زنجبار التنزانية حاليا عاصمة للإمبراطورية العُمانية فيما خلف البحار هذا لمن لا يعرف عظمة عُمان بطبيعة الحال ، كل هذا المجد التليد للسلطنة كان يحف حكمكم الأسطوري هذا ، وقد اعتقد المدان بالكذب فيه بأن السيادة والريادة قد دانت له في السلطنة بأسرها ، فكان حكمكم لصالحي قد مرق أنف الطغيان بمسقط ، يوم قلتم للطاغية بأنني صحفي معترف به في سلطنة عُمان وفيما خلف البحار أيضا ، وكان الطاغية قد أنكر كل المجد الذي تركته بالسلطنة خلفي أرثا حضاريا تتناقله الأجيال العُمانية جيلا بعد جيل ، ثم أنكر بأنني قد عملت صحفيا في السلطنة هكذا في وضح النهار وبغير خجل ، وبغير أن يتقى الله في نفسه وفي أهله وفي عُمان المجد وعُمان التاريخ .

السادة القضاة الأجلاء

آه لو تعلمون بأن قراركم التاريخي هذا كان سببا في سعي الطاغية لإلغاء عقد مراسلتي للإذاعة العُمانية من الخرطوم ، فسعى سعيا محموما مجنونا لإلغاء ذلك العقد بعد أن سمع صوتي يتسربل عبر الإذاعة العُمانية بمسقط ، جن جنونه ، عصف به الحسد والغل ، وإنتابته حمى الخزلان والإنكسار ، فإستخدم كل الوسائل والوسائط الملتوية كعهده دوما  لمنع صوتي من أن يشنف آذان المحبين وجموع الأصدقاء والأوفياء في السلطنة العزيزة ، ذاك لم يكن سعيا بين الصفا والمروة بل كان لهثا بين جهنم والسعير .

السادة القضاة الأجلاء

آه لو تعلمون كيف كان صمودي الباسل خلف متاريس الإيمان بنبل القضية في الخوير بمسقط ، لعام كامل وأنا أنازل هذا الوحش الكاسر في معركة غير متكافئة بحكم المقاييس البشرية ، ولكنها كانت إستلهاما لموقعة بدر الكبرى يوم إستطاع المصطفى صلوات الله وسلامه عليه كسر شوكة الكفر والوثنية بمكة ، مصداقا لقوله تعالى في سورة الأنفال (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17) .. صدق الله العظيم .

لقد كان جهادي مرا ، وكفاحي علقما ، من أجل الوصول لقراركم الأسطوري هذا ، هل تعلمون بأنه وطوال عام كامل لم أكن أملك راتبا أقتات به ومنه ، وهل تعلمون بأنني قد تعرضت لإرهاب منظم من قبل نقيب بشرطة عُمان السلطانية داب الطاغية على أرساله لي بالشقة تخويفا وترهيبا وإرهابا ، ومع هذا لم يستطع أن ينال من رأسي شعرة واحدة ، صمودي هذا الأسطوري المرير هو الذي أوصلني لقراركم التاريخي الذي يتعين على كل بيت وأسرة في عُمان أن تحتفظ به كصورة في مجالس الضيوف وفي السبلات وفي غرف الطعام أيضا .

معركتي بمسقط علمتني حقيقة ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي :

وما نيل المطالب بالتمني ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

فأنا قد إنتزعت هذا النصر من فهم أسد جائع عنيف ومتوحش ، لايقيم وزنا لأي مثل عليا أو دنيا ، يؤمن بأنه الأعلى تماما كما كان يعتقد فرعون موسى ..

السادة القضاة الأجلاء

تعلمون كما أعلم بأن الطاغية قد كتب لكم في إطار تأكيد (مجنون) لكذبته المدوية التي رفضتموها فيما بعد قال لكم بالحرف الواحد :

وبعد أن أثبتنا بما لايدع مجالا للشك بأن المدعي (شخصي) كانت وظيفته كانت ضابط إرشيف فإننا نجد أن الفقرات التي ساقها المدعي في عريضة الدعوى محاولا بذلك أن يجد مخرجا لما هو فيه ولو قيد أنمله ليس لها مجالا للرد عليها ، ولكن توضحيا للحقائق ولكي تكون الحقيقة واضحة جلية أمام عدالة المحكمة فإننا سوف نجيب عليها .

بالنسبة لما ذكره المدعي بأن مهنتهه في بطاقة العمل هي (محرر صحفي) فإننا نريد أن نوضح بأن المهنة في بطاقة العمل ليس بالضرورة أن تكون هي الوظيفة الأساسية التي يمارسها الموظف ..

هذا مخلص كما تعلمون للكذبة التاريخية السوداء التي غطت سماء العاصمة العُمانية مسقط والتي حجبت ضؤ الشمس من النزول للأرض يومها ، التي ساقها الطاغية في سبيل إنكار ما قدمه قلمي طول عقدين من الزمان ..

الحكم الذي زلزل كيان الطغيان

فكان حكمكم الذي دمر طغيانه على النحو التالي :

وحيث أن طلب شهادة الخدمة على أساس أن المستأنف (محرر صحفي) وليس ضابط أرشيف تضمنه عقد العمل المبرم بين الطرفين ضرورة أن المستأنف ضدها أخطرت المديرية العامة لشؤون العمل بتعديل الوظيفة الممارسة من المستأنف بداية من 7 مايو 1995 من ضابط أرشيف إلى محرر أخبار ، وطلب إستبدال بطاقة عمله لتتضمن الوصف الوظيف الجديد مثلما تثبته إستمارة بطاقة مؤرخة في 12 يونيو 1995 ، وتعين الإستجابة لهذا الطلب وإلزام المستأنف ضدها بتسليمه شهادة خدمة تتضمن وظيفته (محرر صحفي) ..

هنا رفعت الأقلام وجفت الصحف ، آه ياسادتي لو تعلمون أن مئات المستندات المزورة والمصنوعة رفعها الطاغية لعدالة المحكمة لإثبات كذبته ، ولكنها تهاوت لأن الله أراد ذلك ، ولأن الله لايهدي كيد الخائنين ..

فهل توافقونني الرأي أيها القراء الكرام في كوكب الأرض بأن (الكذب) على محكمة عُمانية مكونة من ثلاث قضاة هو أنتهاك للشرف والأمانة ، وهل توافقونني الرأي بأن الكاذب لا أمان له ولاعهد أصلا ، وهل توافقونني الرأي بأن شخص كاذب بهذا المستوى الرفيع لاينبغي أن يكون رئيسا لتحرير مطعم صغير في منعطف طريق ، ناهيك عن أن يكون رئيسا لتحرير صحيفة عُمانية .

هذا الحكم القاصم للظهر سلمته بالفخر كله لسعادة عبد الله بن شوين الحوسني وكيل وزارة الإعلام العُمانية ، رئيس لجنة المطبوعات والنشر السابق ، وبذلك فقد أخليت مسؤوليتي الأخلاقية وأديت الأمانة كما يحب ربنا ويرضى ، وتركت الكرة في ملعب وزارة الإعلام لتركلها بالطريقة التي تراها مناسبة ..

 

 

 

 

 

 

 

 

الثلاثاء، 7 يوليو 2020

لست أنا حائط مبكاكم ياصديقي اللدود


واذ أنا عاكف منذ رمضان على كتابة روايتي (سيقان الجن) تلقيت رسالة واتساببة شيطانية قبل يومين أحلناها بالأدب كله لإدارة الواتساب للإجراء ومن الرقم 0963546611 ، يزعم كاتبها بانهم ولا أدري من هم
واحسبكم تعرفون (من هم) يزعم فيها بهتانا وكذبا بأنهم قد إكتشفوا وبالحاسة العاشرة التي يملكونها دون خلق الله بأنني تبع الجماعة إياهم ، وإنهم جماعتي التي أهوى وأعشق مع تحذير صريح بضرورة التوقف عن مؤازرتهم .
هذا المسكين والذي لايعلم أين هي مواضع أقدامه يحملني ورطة حكومة الفترة الإنتقالية مع شعبها الصابر على الشدائد والأحن ، وعبر ثقة بالنفس واهية كخيوط العنكبوت يصر على إنني أسعي من خلال كتاباتي التي أجزم بأنه لم يستطع فك رموزها أسعى لتقديم العون والمساندة للنظام البائد ليتسنى له العودة للحكم مجددا ، مذكرا أياي بأن مليونية 30 يونيو كانت إستفتاء كاسحا أثبت وقوف الشعب كله خلف الحكومة الإنتقالية .
ومن هذه النقطة الجوهرية أدركنا أن الرجل لايملك أي قدرة على تحليل الواقع السياسي ، فمليونية 30 يونيو كانت تحمل شعار (تصحيح مسار الثورة) ، وتصحيح تعني وجود أمر ما خاطئ يتعين علاجه ، غير أن الرجل أعتقد وهما بان الشعب قد طالب الإنتقالية بتوفير المزيد من فرص الجوع ، والمزيد من سانحات البؤس ، والمزيد من باقات الشقاء ، هذا لم يحدث كما تعلمون ، غير أن هذا المسكين كان يعتقد أن الأمور جرت على هذا النحو وهذا لم يحدث على الإطلاق ، ويبدو أنه كان مُغيبا .
وبما إنه كان يصر بأنني أتبع النظام السابق فكان حري به أن يقدم مستنداته المؤكدة على وجود 40 قطعة ومنزل بحي كافوري الراقي بإسمي ، وأن يقدم كشفا بالفارهات التي وفرها لي النظام السابق ، وأن يقدم صورة من بطاقة إنتمائي للمؤتمر الوطني ، اليست البينة على من أدعى هكذا في فقه القانون ، غير أن فقه القانون ومعناه ومغزاه لا علاقة له بـ (الإرهاب الفكري والميداني الجديد) الأخذ في إحتلال حيز له غير مستحق في الساحة السياسية والإجتماعية السودانية المترعة الآن بالضباع .
هذا المسكين لم يجد على طول البلاد وعرضها من يتخذه كبش فداء وليحمله مأساة صفوف العيش ، وإنقطاع الكهرباء ، وإنعدام الماء والأدوية وغاز الطبخ وإنسحاق القدرة الشرائية للمواطن وعلى نحو يومي ، لم يجد غيري ليحمله كل هذا الوزر الوبيل وعلى وزن الطير الأبابيل .
 كل تلك المآسي لا الأماسي إكتشف هذا العبقري الجهبوز بانني المسؤول الأول عنها ، وإن عليّ التوقف عن الإسترسال في أحلام اليقطة والقائلة في إطار ظن السؤ بعودة النظام السابق لدفة الحكم .
ثم إنني أذهب للإعتقاد بأن هذا المُعتدي لايفهم لغتي بادي الرأي ، ربما أنه قد وجد فيها نمطا من الكتابة لم يعهده قبلا فأمسى يركض كجواد جامح خلف عكس الكلمات بإعتباري أعنيها دون غيرها ، وأن ذكاءه الحاد قد وفقه أخيرا في إكتشاف أسرار كلماتي التي أعيته وأشقته وأنه قد قرر أخيرا وضع حد لعذابه وسهاده هذا المر ، فإنبري كشقي قومه ليحمل الجمرة بأصابعه المجردة بإعتبارها قطعة حلوى .
أنت ياصديقي قد دخلت كهف الأفاعي وأنت حافي القدمين ، وفي هكذا وضع فعليك أن تعلم بأن مافعله المتنبي بكافور الاخشيدي لم يحدث إعتباطا ، حدث لأن هذا الكافور لم يكن ليعلم بأن هذا الذي يراه هزوا كان في الواقع أشعر العرب على مدى الدهور والأزمان ، تلك هي الموعظة الحسنة التي كان عليك إجترارها وأنت قد جئتنا قفزا فوق حوائط الحذر لتروم تمرا في بوادينا لتأخذه عنوة وإقتدارا .
لا والله لن تجد عندنا غير الحشف نسوقه إليك توقيرا لمقدمك الكريم ، ثم ها هو التاريخ يسجل واقعة وحقيقة أنك قد ظلمت نفسك وظلمت الحكومة الإنتقالية يوم آليت على نفسك تعليق أسمال الفشل على حوائطنا ، تلك كانت سقطة كبرى عزيزي .
ثم أقول لك همسا وإذ أنت لا تعلم بان كل الكلمات التي تراها ليست هي كلمات كما تعتقد ، أحيانا تغدو لكمات ساحقة وماحقة ، محمد علي كلاي رحمة الله عليه كان يقول أحوم مثل الفراشة والسع مثل النحلة ، لسعات كلاي لم تكن كلسعات النحل إن كنت تعرفه ، كانت معاول من حديد عندما تهوى على رؤوس الخصوم فإنها تحدث دويا ودمارا شاملا كذلك الذي تحدثه أسلحة الدمار الشامل المحرمة أمميا ودوليا .
وأن كنت ترغب بالفعل يا رعاك الله أن تعي وتستوعب ما أقول كان عليك أن تسألني عن مرادفات الكلمات وعن ما يختبئ خلف ظلال المعاني ، كنت سأكبرها فيك ، وأحفظها لك كسعي كريم من رجل يطلب العلم حتى ولو في الصين القديمة لا الجديدة .
ذلك كان أفضل وإذ أنت تتقيأ على قارعة الطريق ولتزعم بعدها وإذ الرأس كما الإمعاء فارغا لتزعم بأنك قد إستوعبت بعد لأي بأنني أدافع عن أولياء نعمتي بالعهد البائد ، بذلك أيقنت بأنك بأئد أيضا كالديناصورات وكالنظام البائد لامحالة فتلك رغم ضخامة حجمها غير أن عقلها كان أصغر من وزنها ملايين المرات ، لذلك لم تدرك حجم الإنفجار المهول كما يقال والذي أوردها موارد الهلاك فيما بعد .
يا رعاك الله وإذ أنت خلدت ذكرى إعتدائكم الآثم علينا يوم وضعناه اليوم ونشرناه في هذه المدونة ليبقى أبد الدهر يحدث ويتحدث عن حجم الهمجية التي آل إليها حال الوطن ، عليك أن تبحث في ذات المدونة عن مقال لنا كتبناه قبل خمسة أعوام كاملة من إندلاع الثورة السودانية والتي إقتلعت النظام السابق بعنوان :
إن كنتم تحبونه لاترشحونه
أوتدري من هو الشخص المعني بلا ترشحونه ، أنه الرئيس السابق عمر حسن أحمد البشير ، في ذلك الوقت كان المطبلون وربما أنت منهم ينادون بضرورة إعادة إنتخابه ، وقد تكون أنت في ذلك الوقت في المهد صبيا ، كنا نحن ننصح جموع الشعب السوداني بعدم ترشيخ البشير في انتخابات 2015 .
أنا الوحيد الذي قلتها في وقت كنت أنت لاتعرف معنى أن نخاطب الناس بالنأي عن البشير ، تلك كانت وبمقاييس ذلك الزمان من الموبقات المهلكات المفضيات إلى السعير ، فمن الثأثر بالأقدمية فينا أنا أم أنت ؟!.
ومع هذا وفوق هذا أتى حكمكم المحال لمزبلة التاريخ والقاضي بأنك قد إكتشفت موالاتنا للنظام السابق ، بئس به من إكتشاف ورب والكعبة .
 ثم هل تعلم يارعاك الله بأن نكبة الإنقاذ كانت في نظامها التعليمي متواضع الأوصاف والقسمات ، أو تعلم بأنه وفي أمكان من تحصل على 50% في الثانوية العامة من الممكن أن يدرس الطب ليغدو طبيبا وليضطلع بمسؤولياته الجسام في إستباحة أرواح الناس تحت ما يسمى بالأخطاء الطبية ..
ثم أو تعلم بأنني ومن ركاكة أسلوبك في التهديد والوعيد أيقنت بأنك حتما من مخرجات ثورة التعليم الإنقاذية ، وهل تعلم بأن إنحدار مستوى اللغة والأخلاق هو أيضا من مخرجات ثورة التعليم الإنقاذية التي تزعم وهما بأنني إنتمي إليها بالوجدان وبالإحسان ، ثم هل تعلم أنني لم أكن أعيش في هذا الوطن العزيز أصلا حتى أغدو حارسا ومطبلا للنظام السابق كما زعمت بهتانا وإثما .
حقا من نكد الدنيا على المرء أن يرى من يزعم بأنه حارسا أمينا للثورة ومع هذا لا يستطيع توجيه اللوم لحكومة الثورة إذ هي فشلت وأخفقت بشهادة قادة (حقت) لا بشهادتي أنا في توفير أدنى متطلبات الحياة لشعبها .
تركت كل تلك الحقائق الدامغة جانبا ولم تجد في الأرض ولا في السماء غيري لتوجيه اللوم إليه ، لقد حدت عن الطريق بالتأكيد ، أذهب ياهذا لمجلس الوزراء ، وللسيادي ، وأسالهم مابال النسوة اللاتي قطعن أيدهن .
 أسالهم عن الجوعي في باحات المنازل والبيوت ، أسالهم ما بال اليتامي والثكالى ولا طمات الخدود ، ولقد نصحتني بأن أكون مواطنا صالحا بالنأي عن البشير ، غير إنني أنصحك ولكن بصدق بأن تذهب إلى حيث نصحتك ، هناك تجد ضالتك فهي عندهم لاعندي ، أنت بذلك تكون مواطنا صالحا حقا وحقيقة .
أسالهم عمن هجر المصانع والمزارع والحقول وبات يتسكع في مواخير وسائل التواصل يكيل السباب هنا ، ويلعن هناك ، ويغني ويرقص في الطرقات والساحات والدروب ظانا ظن السؤ أن الوطن يُبنى بالأغاني والدفوف .
أما صاحب الرقم 0912973196 ، فقد عبس وبسر ، وأدبر واستكبر ، وقال أتمنى أن يهديك الله وتطلع من هذا النفق المظلم والمسمى بالمؤتمر اللاوطني .
كأن هذا السبع الجسور قد عثر أخيرا وبعد لأي وجهد وضنى على بطاقة عضويتي الحمراء بالمؤتمر اللا وطني ، وجاء لينثر أزاهيره الشوكية في قارعات الطرق مبشرا بفتح جديد من به الله عليه من دون خلق الله كلهم ،  فهاهو ينفلت من عقال التيقن والتأكد ليلتحم كنجم آفل في بوتقة النصح الكذوب ، ليرشدني بالناي ، هل تعرفني ياهذا ، هل إلتقيتني يوما ، هل كنت معي في سلطنة عُمان وتحديدا في العاصمة مسقط طوال عقدين من الزمان ، هل قرأت مقالاتي وكتاباتي ونحن في المهجر دفاعا مستميتا عن السودان الوطن لا السودان النظام ، هل كنت معي بالخليج ونحن نؤطر لمنظومة الأخلاق والمبادئ السودانية في عواصم الدول الأخرى حتى أمسى السوداني رمزا للأمانة الشخصية وللنزاهة ؟..
بالطبع أنت لاتعلم من أنا ، وإن كان الأمر كذلك فمابالك وقد غمست أصابعك كلها في مراجل النار واللهب ، يا أيها الرجل الذي لايعلم لا أدري ماذا أقول لك وإليك وفيك واذ في الحلق غصة وعلى الوجه شوك وسهام .
ثم أقولها لك وللتاريخ نصيحتك مردودة إليك ، فانا لست رعديدا لا نسلخ مما كنت فيه ، غير انني لم أكن هناك ، لم أكن في هذا الوطن الجحيم أصلا والذي يزعم فيه القوم بانهم ألهة يعلمون الغيب ويقرأون ما في الأرحام والسرائر ، عد لبارئك وقل (حطة) ربما يغفر الله لك ..
  
ضرغام أبوزيد
صحفي وكاتب سوداني عُماني
مشرف جروب قدامى المحاربين الإعلاميين
00249121338306
dirgham@yahoo.com

السبت، 4 يوليو 2020

أيعقل .. شكوى للنيابة العامة بدولة قطر تحت الإجراء لخمس سنوات عجاف !!

مواطنة عُمانية من الكادحات في دورب الحياة بحثا ولهثا خلف لقمة العيش الكريمة لها ولأسرتها ، رأت عند خط الأفق قبس من نور وسط دياجير ظلمة ، أسرعت إليه كأمر طبيعي تماما كما فعلت هاجر عليها السلام من قبل وهي تركض بين الصفا والمروة بحثا عن قطرة ماء للرضيع إسماعيل عليه السلام ، وهذا ما فعلته هذه العُمانية العصامية .
فقد تعرضت لعملية إحتيال إلكترونية شارك فيها أحد البنوك القطرية ، وكأمر طبيعي أيضا رفعت شكوتها للنائب العام بدولة قطر في 3 فبراير 2016 ، ووكلت محام قطري ليتولى الدعوى ، وفي 24 إبريل 2019 بعثت برسالة إستعجال للنائب العام القطري .
الأدهى والأمر والأنكي أن هذه المواطنة لم تتلق ردا على شكواها منذ أربع سنوات وخمسة أشهر ويومين من اليوم 5 يوليو 2020 .
سالنا رجال القانون هل يعقل أن شكوى تقدم لأي نيابة من النيابات وعلى مستوى كوكب الأرض لايتم الفصل فيها لأربعة سنوات عجاف كاملات ؟..
قالوا ذلك يستحيل حدوثه ، قلنا لكنه قد حدث في دولة قطر ، وأمام النيابة العامة بالدوحة ، وما نعرفه باليقين أنه وفي هكذا أحوال وعندما يتقدم أي شخص بشكوى للنيابة فإنه وفي ظرف أسبوع على أكثر تقدير فأن النيابة إما أن تشطب البلاغ لعدم كفاية الأدلة مثلا ، أو تحوله للمحكمة بعد ثبوت وجود ما يستدعي رفعه لعدالة المحكمة .
المواطنة العُمانية كانت وطيلة السنين الماضية وعندما تراجع النيابة هي ومحاميها يقال لها إنه تحت (الإجراء) ، وقد تكبدت مشاق السفر مرة للدوحة وقالوا لها أيضا إنه تحت (الإجراء) .
ومن جانبنا حاولنا التواصل إلكترونيا مع مكتب النائب العام القطري عبر البريد الإلكتروني الخاص بهم :
غير إننا لم نتلق ردا ، كتبنا لسمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة ، فإتضح لنا بأن الموقع الإلكتروني غير مهيأ لإستلام الرسائل فبعد أن تقوم بتعبئة الإستمارة وتضغط على أرسال ، تظل الرسالة في مكانها ، إذن هو موقع لايلبي ما هو مطلوب منه وهو بذلك إعلامي بحت أكثر من كونه خدمي يربط مابين سمو الأمير ومابين من يرغبون في التواصل معه .
كتبنا لمكتب الإتصال الحكومي القطري :
وبدون أن نتلقى ردا ، إذن كل المواقع الإلكترونية القطرية لا تستجيب لأي شيء كأنها لم تكن وتلك حقيقة نقولها بأسف .
الآن قضيتنا ليست ضد البنك الذي شارك في عملية الإحتيال على المرأة العُمانية وبناء على شكواها ، الآن القضية ضد النيابة العامة بدولة قطر التي فشلت في الرد على شكوى مقدمة إليها من مواطنة عُمانية منذ حوالي خمس سنوات عجاف .
فيها وفي ثناياها تكبدت هذه المواطنة خسائر فادحة ، فالمبلغ الذي دفعته إحتيالا مافتئت تسدده مع فوائده للبنك ، ورحلاتها للدوحة هي تكاليف ، وإنتظارها الطويل المملل لهذه السنوات هي خسائر لاتقدر بثمن ، ذلك هو خلاصة العذاب الذي سببته النيابة العامة بقطر لمواطنة عُمانية كادحة .
ودولة قطر بذلك لم تقدر عاليا وقفة سلطنة عُمان الصلبة معها ، ولم تراع عذابات السهر الطويل لأمرأة خلف بوابات الإنتظار الممل لخمس سنوات كاملات .
فهل ما ترغب فيه النيابة في قطر هو أن تتخلى هذه المواطنة عن قضيتها بسبب عدم وجود رد ، بإعتبار أن هذا النهج هو الأمثل في مقياس رختر الجديد والخاص بالعدالة الجديدة ..
وإذا كانت قطر ستنظم بطولة كأس العالم 2022 وتتطلع لجذب المزيد من الإستثمارات فأن المدخل الملائم لهذه التطلعات المشروعة هو رأس سنام العدالة وهي النيابة العامة ، غير أن النيابة العامة هي ذاتها التي نتحدث عنها في واقعة مؤسفة لم تحدث ضد عنترة بن شداد العبسي ، بل ضد مواطنة عُمانية عادية وهي تمثل في ذات الوقت كل البعد الذي من خلالة نثبت كفاءة العدالة ومقدرتها على إثبات أنها كذلك ، وأنها قادرة على التعامل مع الكل على أسس ناصعة وبغض النظر عن جنسياتهم ومشاربهم أليس كذلك ؟!!..

ضرغام أبوزيد
صحفي وكاتب
00249121338306

  

الجمعة، 10 أبريل 2020

موت فريد أم عصر جديد ؟..

 من المؤكد أن هناك عصر جديد يتشكل الآن في رحم الغيب ، له وجه مختلف عما ألفناه في وجوه الناس وفي سحنات الخلائق على ظهر الأرض ، هذا إن إسفرت عملية التشكل القائمة حاليا عن ميلاد طفل له أسم ووصف وكيان ، نقول ما نقول وقد تتعسر عملية الميلاد ، هذا إحتمال قائم ويجب أن نضعه في الحسبان فعام الكورونا 2020 قد يتلوه عام كسانحة أخيرة وقد لايأت عام بعده ، الأمر كله بيد  الله وحده ليتخذ فينا مايراه مناسبا .
نحن هنا سكان كوكب الأرض نقر ونعترف ونحن في كامل خشوعنا وفي كامل إنبطاحنا غير المسبوق قبلا ، بأننا قد تلقينا رسالة شديدة اللهجة من خالقنا ورازقنا ، ربنا ورب كل الخلائق والموجودات في هذا الكون الشاسع والواسع ، وأننا قد أستوعبنا الرسالة بكل تفاصيلها وبكل معانيها وبكل دلالاتها وبكل نواهيها ، وإننا نقر ونعترف بأننا قد أوغلنا في السفور ، وبطشنا كجبارين ، وأننا قد بتنا نمشي على الأرض إختيالا ، هذا على الرغم من أننا قرأنا التحذير الواضح والمشار إليه بجلاء في الآية  37 من سورة الإسراء (وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً) .
ومع هذا البيان الواضح كنا نمشى مرحا وكنا نتحدى الجبال طولا ، حتى رأينا الجحيم نهارا ، ونحن الآن نختبئ في جحور لنا لا نغادرها خوفا وهلعا ، وهذا قبل اليقين الباطش والساحق والذي مابعده سعير ولظى لا نقوى عليه بحكم التكوين .
فخامة المبجل كورونا جاءنا ضحى وأبلغنا الرسالة بلسان عربي مبين ، صدعت على أثرها مساجد أوروبا التي كانت مغلقة بالآذان ، ورددت الآفاق التي تموت حياتنا من الصقيع والبرد رددت أسم المصطفى المحرم وضعيا والمرتبط بنحو سافر بإرهاب مزعوم إفكا ، وسقطت على إثر ذلك أميركا المتوجة برئيس كان حتى قبل الكورونا رمز للوضاعة في عداء دين محمد صلوات الله وسلامه عليه ، نعم العالم كله منكفئ الآن على نفسه ، ولكن ليس هذا هو بيت القصيد ، إذ في هذه النقطة تحدث الكُتاب وغرد المغردون من أعالي قمم الأشجار وفي كل الغابات الإفتراضية إلكترونيا .
ما يهمنا هنا وما نريد أن نركز عليه كيف سيكون شكل هذا العالم العاهر والمتجبر حتى الأمس القريب ، هذا إذ ماقرر الله القادر أن يمنح عباده هؤلاء الأشرار الأقزام فرصة أخرى للتدبر والتعقل ، فأصدر أوامره لهذه الجندي الفتاك بالعودة للسماء والكف عن أعمال أسنة رماحة في الأفئدة الخائرة والصدور العارية .
بالفعل أرغب في رسم صورة بانوارمية لهذا المخلوق التافه والمسمى بالإنسان إن مُنح فرصة أخرى وهو يعلم  بأنها الأخيرة ، ولا أرغب وبحكم ماحدث وجرى في روما على سبيل المثال لا الحصر حكما في أن أتخيل مالذي سيحدث إذا ما نظر الإنسان من بعد أن رأي بأم عينيه زائرنا الكاسر وهو يلبي نداء ربه بالإياب .
هل ياترى سيفعل كما فعل الوليد بن المغيرة عندما نظر ثم عبس وبسر ، ثم أدبر وإستكبر ، فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ، والإجابة كانت حاضرة منذ أكثر من 1400 عام بأن سأصليه سقر ، وجميعنا يعلم ماهذا السقر ، ذلك كان للوليد ، أما نحن الطغاة الجدد فلنا شأن آخر ، وسقر آخر وجحيم أشد لظى ، ونار لا تصد ولا ترد جزاء وفاقا فلا عذر لمن أنذر .
نحن وأن مُنحنا فرصة أخرى سنكون أخر الأقوام التي بادت والتي منحها الله فرصة أخرى من بعد السانحة التي منحها الله لقوم يونس عليه السلام بعد أن آمنوا في آخر لحظة ، وكان بينهم وبين العذاب المر سمك شعرة لا أكثر .
كم ياترى من الطغاة سيعود لرشده ، وكم من المعتوهين الذين يتلذذون بتجرع دماء البشر ، وكم من السفهاء والمخادعين والزناة والمخمورين سيعودون لجادة الصواب بعد أن أيقنوا حقا وصدقا بأنهم في حقيقة الأمر لاشئ على الإطلاق أمام رب قاهر ، هل ياترى سيعود أولئك لخزائنهم الخاصة حيث مستندات الإفك والضلال والتي بموجبها أعملوا أسنة ونصال الغدر في صدور ضحاياهم ليمزقوها وليضرموا فيها النار بأنفسهم وقد تركها كورونا هناك عمدا ليرى من على صهوة نجمه الساطع والمطل نهار وليلا على كوكب الأرض ليرى ماذا سيفعلون بها .
هل ياترى سيقرون وسيف العذاب مسلط على الرقاب مابرح بأنهم كانوا هم الطاغوت عينه المشار إليه في القرآن ، وأنهم ومنذ اللحظة قد كفروا به وأتخذوا قرارا لارجعة فيه بالناي عنه ؟.
الكرة الآن في ملعب الطغاة على وجه الأرض سواء أكانوا دولا أو حكومات أو (أفراد) ، وهؤلاء الأفراد هم أس البلاء أصلا ، فهم الذين يفرخون شياطين الإنس لتعتلي منابر الفجور ..
وسلام لك وسلام عليك يانجمي الساطع في السماء تسمع وترى ، فها نحن نرى من على البعد نرى ضياؤك فكن شاهدا على إننا قد أبلغنا الرسالة كما ينبغي ..

ضرغام أبوزيد
صحفي وكاتب
00249121338306     

الاثنين، 6 أبريل 2020

ويندوز .. بين ثقافة وصحافة الحاسوب


في زاويتي اليومية (شراع) بـ الوطن العُمانية وبتاريخ 6 فبراير 1999 كتبت المقال أدناه وهو كما ترون يتحدث عن تقنيات الحاسوب في ذلك الزمان ، توقفت أمام هذا المقال وأنا أقوم هذه الأيام بإعداد مقالاتي بالوطن لنشرها في كتاب أو عدة كتب لفائدة القارئ في سلطنة عُمان على وجه الخصوص والقارئ العربي من ناحية عامة ، مايميز (شراع) عن غيرها من الأعمدة بالصحف العربية أنها كنت تتناول كل شيء بهم الإنسان أين وجد وأين كان ، فهذا المقال التحليلي عن الفرق بين ويندوز 95 وويندوز 98 يوضح لكم كما كانت (شراع) مميزة على مستوى الصحافة العربية وستغدو كذلك يوم تأتيكم على هيئة (كتاب) سيبقى أبدا الدهر كوثيقة تحسب للصحافة العُمانية وإلى الأبد ..
===
سألنا أحد قراء ـ شراع ـ عن الفرق الذي ربما قد نكون قد لمسناه ما بين ويندوز95 وويندوز98 ، ولما كان السؤال كبيرا إذ انه يعنى التطرق لكل الآمال والآلام ولكل عسرات المخاض العسير والذي عايشته مايكروسوفت بالدموع حينا وبالأفراح أحيانا ، ذلك اننا ومنذ أن أطلقت الشركة العملاقة ويندوز95 المعرب كنا معها نعايش الأحداث أولا بأول عبر صحافة الحاسوب وهو مصطلح جديد دخل حديثا إلى خاصرة حياتنا باعتباره وعاء ثقافيا مهيبا ، فهو ويوميا يضم إليه المزيد من القراء والمريدين ، وبالقدر الذي يمكننا معه القول بأن صحافة الحاسوب أضحت قوية بما يكفي ، واستشعارا من الأستاذ محمد بن سليمان الطائي المدير العام رئيس التحرير بخطورة الأمر وبأهميته فقد وفر لنا مشكورا اشتراكات سنوية ثابتة في كل مطبوعات الحاسوب المرموقة الصادرة في كل أنحاء العالم وذلك ما أتاح لـ «الوطن» ولزاوية «شراع» أن تضطلع دون غيرها من المطبوعات العُمانية بقضايا الحاسوب والانترنيت والمعلوماتية.
وعندما دخلت خدمة الانترنيت للسلطنة كانت مايكروسوفت الشرق الأوسط تطلعنا أولا بأول على ما يستجد في الساحة وذلك عبر وكيلها الإعلامي Spot On Public  Relations   وهكذا أمسى في وسعنا أن نجيب على سؤال الأخ الحائر ثم نقول أن الفرق ببساطة ما بين ويندوز 95 وويندوز 98 هو تماما كالفرق ما بين ويندوز 3.x ويندوز 95 أي انه شاسع وكبير وهائل ، ذلك أن مايكروسوفت قد استشعرت المآسي التي ما برح يسببها ويندوز 95 وهو مترع كما نعرف بالشوائب والثقوب إلا انه كان خطوة هائلة للأمام باتجاه السهولة والمرونة والشفافية.
وعندما طرحت ويندوز 98 الإنكليزي كنا مع الحدث خطوة بخطوة نتابع ونقرأ ونتمعن ونقارن ، ثم أذكت مايكروسوفت جذوة الفرح في نفوسنا عندما أخطرتنا بأنها ستقدم ويندوز 98 المعرب في فترة قياسية وهذا ما بادرت به فعلا ، وكنا قد نصحنا قراء «الوطن» وقراء شراع تحديدا على الهجرة إلى رحاب ويندوز 98 المعرب عندما تم طرحه وذلك بعد أن لمسنا بأنفسنا بأن عثرات 95 قد تم تلافيها فعلا في 98 فأضحى 98 المعرب بمثابة باقة فواحة فعلا فهو وبإتفاق كل علماء الحاسوب أكثر استقرارا واكثر مرونة واعظم شأنا ويحفل eبالمبتكر والرائع ذلك اننا ننظر بكثير من الاحترام إلى ميزة FAT32  والتي كتبنا عنها يوما في هذه الزاوية عندما استعرضنا 98 المعرب.
وفي جيتكس دبي الماضي كنا هناك قد تناقشنا مع خبراء مايكروسوفت واخبرونا بأسراره ومزاياه وإضافاته الجديدة ، ثم قرأنا كثيرا عن الترقية إليه انطلاقا من ويندوز 95 أو تنصيبه انطلاقا  من الصفر، ثم وعمليا وحتى نقطع الشك باليقين اختبرنا الترقية إليه في الكثير من الأجهزة في معامل مركز الدراسات والانترنيت بـ «الوطن» وكانت النتيجة رائعة 100% إذ لم ينهار أي جهاز من الأجهزة التي أخضعناها للترقية ، لذلك فقد نال ويندوز 98 خيار محرري «الوطن» إذ يمكننا أن نصف الترقية إليه بأنها من أسلس الترقيات التي عرفناها في كل البرمجيات التي تعاملنا معها على الإطلاق.
لذلك فإننا ننصح القارئ الكريم بأن يتوجه إلى ويندوز 98 بثقة وان عليه الترقية إليه انطلاقا من ويندوز 95 بكل إطمئنان فسيجد فيه الرائع والمفيد ، فويندوز 95 أضحى الآن من ذكريات الماضي الجميل هكذا ببساطة ، كما نذكر بأنه من الضروري بالنسبة لنا جميعا أن نهتم بصحافة وثقافة الحاسوب أي أن علينا أن نقرأ وكثيرا جدا في هذا المجال وحتى لا يفوتنا قطار المعلوماتية إذ هو يعدو أسرع من الصوت كما نرى..

ضرغام أبوزيد
صحفي وكاتب
00249121338306
dirgham@yahoo.com 

الجمعة، 3 أبريل 2020

أحيانا.. هكذا يموت الرجال


إذا كنت قد إحتفلت على طريقتي الخاصة يوم الجمعة 20 مارس من عام الكورونا بعثوري بإحدى ولايات سلطنة عُمان على ملهمتي وعيني التي لاتنام على المجتمع العُماني من الداخل في إطار القصص والحكايا الإجتماعية التي كنت أنشرها بزاويتي اليومية بالوطن العُمانية (شراع) ، والتي كانت تجد تصفيقا يصم الأذان من قراء (الوطن) داخل السلطنة وخارجها ،وحتى يتفهم القراء لماذا كان إحتفالي بالعثور عليها صاخبا ومدويا ها أنذا أنشر إحدى القصص التي روتها لي ونشرتها بزاويتي بوم الإثنين 27 مارس 2000 ، لتعلموا كيف كانت تلك الفاضلة فاضلة معي ، وعلى هذا النسق هناك الكثير من هذا المثير ..
========
في السبعين من عمره، له أبناء وأحفاد، كان في سعة من العيش، فرزق الله كثير ووفير، في هذا العمر يبدو للناظر اقل من عمره بكثير، دفعه واحدة يستقيم واقفا ليس ثمة ألم في الظهر، ليس ثمة اعوجاج في العمود الفقري، ليس ثمة تيبس في الركبتين، على إن نعمة الصحة التي وهبها الله له، دفعته للتفكير في نمط حياته كلها، لابد من أن يكون هناك شئ جديد، شئ فيه جمال وروعة، شئ يعيد إليه شبابه الذي مضى في شعاب الحياة، قرر أن يبدأ من جديد، كيف؟.. ذلك ما توصل إليه بعد عناء تفكير، الزواج مجددا ومن فتاة في عمر بناته، قال في نفسه: لتكن زوجة أجنبية، هي لن تكلفه الكثير، ثم هي ستغدو طوع بناته سيغرقها حتى الأذنين بالذهب، ومن بعد ذلك فلن يُنعت بالكهل احتكاما على أعمار أبنائه وهم رجال لهم في المجتمع مكانة وحظوة.
سافر وأحضرها فتاة رائعة الجمال، ليس مهما ان لا تتحدث العربية الان، فستتعلم بمرور الايام، أمسى كما أراد شابا في مقتبل العمر، عاشت معه بعد أن اسكنها في قصر له جميل، رأت الذهب يزداد في معصميها، ورأت القلائد يزداد وزنها حول جيدها الجميل، وكانت تطلب المزيد وكان يلبى بغير سؤال، اتخذت لها صويحبات من بنات بلدها، حدثنها طويلا بان في هذه البلاد الرجال يتزوجون في بساطة وأيضا يطلقون في بساطة،  وان عليك اخذ الحيطة والحذر، سألتهن كيف؟.. قلن لا نعرف وعليك التوصل إلى الطريقة والطريق، سألت نفسها بأنه ولو طلقها فربما ستعود إلى بلادها خالية الوفاض، وذلك ما لن تسمح بحدوثه أبدا.
في ليلة كان بالقرب منها يغط في سباته العميق كما هو دأبه منذ أن تزوجها!..رأت على جدار الغرفة (برص) يجري، حدقت فيه طويلا كأنها تبثه كل أحلامها ولوعتها من مستقبل تخافه، أسرعت إليه تطارده، استعانت بعصاة لها طويلة، جندلته بعد طراد لم يطل مداه، حملته ميتا إلى المطبخ وأعملت فيه السكين، وكقطع لحم صغيرة أسرعت به لسطح المنزل وضعت الأجزاء الصغيرة على قطعة ورق، أرادت للشمس عندما تشرق غدا أن تلهبه بسعيرها، وكان البرص هناك لأيام، إلى أن جف تماما.
حملت القطع اليابسة ودستها في الخلاط وعلى الفور تحول (البورص) إلى مسحوق ناعم ، أحضرت قنينة صغيرة ووضعت فيها المسحوق العجيب ثم أقفلتها بإحكام، كل يوم وإذ هي تعد طعام الوجبات الثلاثة تنثر القليل من المسحوق على الطعام، والزوج يأكل بالهناء والشفاء، مات بعد ستة أشهر، بكت عليه بكاء الناقة على الفصيل، لطمت وولولت وشقت الجيوب، حملوه وصلوا عليه ودفنوه، أضحت أرملة ثم ورثت ذهبا ومالا وثروة وجاها أيضا، كانت تغني في دواخلها فقد أضحى مستقبلها الآن مضمونا.
ذهبت يوما إلى مركز تجاري للتسوق وفي معصميها الذهب، وجدت إحدى صويحباتها ممن قدمن إليها النصيحة الأغلى عندما كانت لا تعلم شيئا، قالت لها صديقتها حاولت تنفيذ نصيحتك وضعت له نفس المسحوق كما قلت وكما فعلت أنت مع زوجك الراحل، لكنه لم يمت حتى الآن، فماذا افعل؟.. قالت لها في ثقة الخبير العارف وعبر ابتسامة رضى عريضة وهي تداعب أقراط لها طويلة فيها ياقوت يشع: سيموت، فاصبري، فهذا الشيء لا يقتل على الفور، صبر صبر.
إحدى المواطنات سمعت الحوار، لم تفهم شيئا، على إنها استوعبت بان هناك قاتل ومقتول، أبلغت الشرطة على الفور، تم اعتقالهن، الأرملة اعترفت بأنها سممته على طريقتها الخاصة، والأخرى اعترفت بأنه قد أكل ولكن منذ شهرين فقط وإنها تستعجل الخلاص حتى ترث المال والذهب..

 ضرغام أبوزيد


00249121338206
dirgham@yahoo.om

  


استراتيجية ومفهوم العمل عن بعد



تحت هذا العنوان كتبنا بزاويتنا اليومية (شراع) بالوطن العُمانية هذا المقال في عدد يوم السبت 30 يونيو 2001 ، عن مفهوم العمل عن بعد أضحى اليوم ومع نازلة كورونا التي إجتاحت العالم أضحى حديث الساعة بل هو الملاذ الذي يتعين اللجؤ إليها هربا من كوفيد 19 ، وبذلك ياسادتي فقد سبقنا الأحداث بعقدين من الزمان ، تلك كانت زاويتي بالوطن العُمانية تتقدم الأحداث الجسام وبفضل من الله كبير بطبيعة الحال
===============================
في الولايات المتحدة الأميركية وباعتبارها الأب الروحي للتقنيات الانترنتية الكمبيوترية المتجددة، وباعتبارها الأعلى كعبا في حقول البرمجيات الحاسوبية عالميا، وباعتبارها دولة قارة، ثم وباعتبارها تملك في جعبتها الرقم الأضخم لمستخدمي الإنترنت في العالم حتى الآن، فإنها وفي الواقع  قامت بتوظيف إمكاناتها التكنولوجية الهائلة تلك في ابتداع وسائل ووسائط جديدة لأداء الأعمال بالنسبة للأفراد، فالعديد من الشركات الأميركية لا تشترط حضور العامل  شخصيا لمقر الشركة لأداء العمل المناط به أداؤه، هذا رغما عن انه يعد رسميا موظفا بالشركة، وبالتالي تم اختصار العديد من المتطلبات والاحتياجات والتكاليف الخاصة بانتقال الموظف من مسكنه والى مقر عمله، وقد تكون المسافة التي تفصل ما بين سكن الموظف أو العامل وما بين مقر عمله آلاف الكيلومترات، ومع هذا فهو يؤدي عمله على الوجه الأكمل، إنها نظرية العمل عن بعد التي باتت تساهم بإيجابية في إنهاء مشكلات الإختناقات المرورية وفي توفير تكاليف النقل المتزايدة، وهو أمر ينعكس إيجابا على البيئة أيضا إذ القليل من دخان عوادم السيارات خير من كثيرها حتما.
غير إننا لا نستطيع القول بأننا وفي العالم الثالث يمكننا وعلى الفور تطبيق نظرية العمل عن بعد كما هي مطبقة في أميركا، الأسباب كثيرة ومتعددة، ذلك إن نظرية العمل عن بعد تعتمد أساسا وقبل أي شئ آخر على كفاءة خدمة الإنترنت في أي دولة ترغب في تطبيقها، والكفاءة هنا تدفع أمامها دفعا خريطة بنية الاتصالات التحتية في ذلك القطر، فعدد مستخدمي الإنترنت في الولايات المتحدة الأميركية يقترب من الـ 82  مليون مستخدم، والخدمة هناك ما شاء الله لا يمكن مقارنتها مع أي دولة أخرى متقدمة، ونحن هنا نحجم عن إقامة أي مقارنة في هذا الجانب ما بين أميركا وأي دولة نامية، فالمحصلة مخجلة، وبالتالي لا يمكننا القول بان العالم  الثالث سيغدو في مقدوره تطبيق نظرية العمل عن بعد في هذا العقد على الأقل، لنا أن نلقي نظرة عجلي على عدد مستخدمي الإنترنت عبر عينه عشوائية مختارة من أفريقيا مثلا، النيجر 300 مستخدم، رواندا 200 مستخدم، توجو 450 مستخدم، الخ الخ، أما قارة آسيا فبالمقارنة مع عدد السكان الضخم فان أعداد مستخدمي الإنترنت لا تزال بعيدة كل البعد عن العدد الإجمالي لسكان هذه القارة الأضخم، هنا يمكننا أن ننشئ نظرية موازية لنظرية العمل عن بعد ومؤداها بأنه وكلما اقترب عدد مستخدمي الإنترنت في دولة بعينها من العدد الإجمالي للسكان عندها يمكننا القول بان تلك الدولة في طريقها لتطبيق نظرية العمل عن بعد والعكس أيضا  صحيح.
كما إن ثمة عائق آخر نخالة لا يقل أهمية من معضلة البنى التحتية الخاصة بالاتصالات وعدد مستخدمي الإنترنت وتتمحور حول مفاهيم أداء العمل نفسه في منظومة الدول النامية، فالشركات مثلا المنتمية للعالم الثالث لا تستطيع على الإطلاق التصديق أو الإيمان بان الموظف الذي لا يداوم الساعات المعلومة هو في الواقع يقوم بأداء عمله، أي إن حضور الموظف شخصيا إلى مقر العمل تفوق أهميته أداء العمل نفسه، المهم أن يحضر وان يوقع على كشف الحضور والانصراف، أما أن يقدم إنتاجا فذلك ليس هاما في حد ذاته، هذه عقدة لا نستطيع نفيها أو إنكارها، وبالتالي يصعب على رب العمل في العالم الثالث تقبل هذا النمط من العمل ومن زاويته النفسية البحتة.
ثم نشير إلى أن الذين يعملون عن بعد في أميركا يقدمون إنتاجا رائعا واكثر جوده إذ هم في الأصل متحررون من الزي الرسمي للوظيفة، ومن الملاحقة البوليسية المعتادة ما بين الرئيس والمرؤوس، وبما إن استلام الأجر مرتهن فقط على الأداء كما وكيفا فانهم وعبر التواصل الحار والملتهب مع مقار شركاتهم وعلى مدار الساعة عبر الإنترنت فانهم يبدعون واقعيا وعمليا، ويستلمون على الفور مستحقاتهم المالية المحولة إليهم إلكترونيا مع باقة عطرة من الثناء والشكر من قبل مدير الشركة أو المؤسسة..

ضرغام أبوزيد
00249121338306




الثلاثاء، 31 مارس 2020

عام الكورونا ليس هو عام الأماني

 بت أكثر قناعة مع مرور الأيام ومع وداعنا  بالأمس لشهر مارس الرهيب من عام الكورونا 2020 أعني ، ووقوفنا اليوم على أعلى تلة من تلال إبريل شهر (الأكاذيب) وإذ نحن نرهف السمع ترقبا من أين ستأتينا كذبة ملتهبة ، نؤكد عبرها باننا أهل الفجور ، فما نحن فيه هو الأسوأ على الإطلاق وعلى مر العصور .
عام الكورونا لم يترك لنا سانحة لنتبادل القفشات أو الضحكات أو الإبتسامات ، مانراه في السماء كسحب أو غمام ربما يكون مزيدا من العذاب ، تماما كما ظن وأعتقد قوم هود عليه السلام وهذا ما أشارت إليه الآية 24 من سورة الأحقاف (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ) .. صدق الله العظيم .
ففي عام الكورونا ليس ثمة مجال لتحقيق الأحلام الوردية ، بت أكثر قناعة بذلك أكثر من أي وقت مضى ، ربما نرى ثقبا صغيرا في حائط هذا العام العنيف يتسربل منه الضوء كخيط دخان ، نهرع إليه ثم نوكل للبصر بمهمة أن يأتينا بالنبأ اليقين ، غير أنه يرتد إلينا خائبا وهو حسير ، فماذا ياترى قد رأي ، ثم ماذا عساه قد شاهد ، ليست مهمة كل تلك التفاصيل ، الأهم أنه وفيما بعد ذلك كان الصدر منقبضا وفي الأعين جحوظ .
صحيح أنني عثرت معنويا في عام الكورونا على كنز لي كان مضيعا فيما خلف البحار ، بيد إنني وفي التو واللحظة بت أقترب رويدا رويدا من قناعة قاتمة مؤداها  إنني لن التقيه ابدا إلا في يوم النشور ، ليس ثمة عذاب في الأرض أكثر من أن ترى الماء يجرى كنهر عند خط  الأفق وحتى إذا ما أيقنت أنها لحظة مقتل الظمأ ، يعلنها لك صوت أجش هبط من مكان ما في السماوات العلا بأن ما رأيته كان سرابا يلمع في متاهات الشوق ليس إلا .
فعام الكورونا إذن كان إيذانا غريبا وعجيبا ، فهو لم يأت بغته أو فجأة ، كنا على علم مسبق بأنه سيأت ، ذلك ماقالته لنا بعض النبؤات الشيطانية ، كان رجسا ، لم نسمح له بالإرتقاء إلى مرتبة اليقين ، كُتب صدرت قبل أعوام طويلة مضت ، تحدثت عن 2020 وما سيحدث فيه ، منتجات صنعت خصيصا لكورونا قبل أربعة أعوام خلت ، إرهاصات أكدت بأنه الأسوأ على الإطلاق ، كان كل ذلك في الماضي ، فإي قدرة تلك التي أوعزت للماضي أن يكون هو نفسه الحاضر في سابقة هي الأولى في تاريخ البشرية كلها ..
للمرة الأولى ترد أقاويل لتمضي بنا لحواف التصديق من أن عام الكورونا هو نهاية المطاف ، وان الحكم قد صدر بحق الطغاة والمفسدين ومن خلفهم زمر المطبلين للباطل وقد أخذوا بجريرة ساداتهم ، فقد رأوا المنكر ولم ينكروه ، رأوا الباطل فصدقوه ، أثروا الحصول على الغنيمة السهلة من يد الإنسان الإله زعما مردودا ، حدث ذلك من بعد أن  إستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، على ذلك فإن الحصول على الغنائم لن يتأت لأحد في هذا العام ، هذا إن كان هناك عام آخر سيأت بعده .
الرئيس السوداني السابق عمر البشير ، وبناء على توصية شورى المؤتمر الوطني قالوا لنا بأن انتخابات 2020 أي عام الكورونا سيعاد إنتخاب فخامته لفترة أخرى والمثير فيها أنها (للآبد) ، لم يكن أولئك المساكين يعلمون بأنه وفي عام الكورونا لن تجرى أي انتخابات أبدا وفي أي ركن من أركان المعمورة ، ولم يدر بخلدهم أبدا أن الآمال لاينبغي أن تعلق على هذا العام تحديدا ، كان ذلك إرهاصا سيئا لما حدث لفخامته فقد راهن هو والمؤتمر الوطني على الحصان الخاسر عام الكورونا ، وتلك هي النكبة التي تشابه نكبة البرامكة في عهد الرشيد .

ضرغام أبوزيد
صحفي وكاتب
00249121338306