الجمعة، 30 نوفمبر 2012

خلق الله الإنسان عالما ومكسيا



 بعثة علمية قيل قد حطت الرحال بأثيوبيا قبل أعوام مضت ، ثم أعلنت عن اكتشاف يقال بأنه مذهل فقد اكتشفوا بقايا لإنسان يعود لآلاف السنين، بطبيعة الحال الجمجمة المكتشفة تختلف في الشكل عن جمجمة الإنسان المعروف الآن، إلا أن العلماء يذهبون للاعتقاد بأنها ربما تعود للإنسان الأول، النظريات العلمية البشرية السائدة لدينا كلها وجميعها تستند نظرية أصل الأنواع On The Origin of Species  التي وضعها عالم الطبيعة البريطاني تشارلز روبرت داروين (1809 – 1882)  وذلك بعد أن قام برحلة بحرية بين عامي (1831ـ1836) إلى جزر الرأس الأخضر وجزر آزور وسواحل أميركا الجنوبية نتائج رحلاته صاغها فيما بعد في إطار نظريته الداروينية ومفادها بأن الإنسان كان على شاكلة القرود ثم تطور بعد ذلك.
على كل وقبل وقوع الصدام الذي نعتقد بأنه قد وقع فعلا ما بين النظريات البشرية وما بين قول الله عزوجل فسنذهب لإلقاء أضواء باهرة على أصل الإنسان ومن المنظور الذي حدثنا عنه رب العزة، بداية الإنسان ولد عالما ولم يولد جاهلا على الإطلاق، وقد كساه الله ولم يتنزل إلى الأرض عريانا، ذلك كان آدم عليه السلام الأب الأول لكل البشرية، وإذا كنا قد قلنا الأب الأول للبشرية فإننا نشير إلى سيدنا نوح عليه السلام فقد سمي آدم الثاني بعد الطوفان إذ من صلبه جاء كل البشر الذين يعيشون في كوكب الأرض الآن، فبعد أن خلق الله آدم من صلصال وبعد أن دبت الروح فيه علمه الله عز وجل كل شئ وتلك قصة نعرفها جميعا من سورة البقرة عبر الحوار الهائل المعاني ما بين الله عز وجل وكل من آدم والملائكة ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون) (30( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين(31) قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم(32) قال ياآدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون(33)
إذن آدم لم يكن جاهلا وبالتالي لم يجهل أبناؤه وكان ابنه شيث الذي ورث النبوة من أبيه كان عالما ونزلت عليه من السماء خمسين صحيفة من صحف الله التي أنزلها على الأنبياء ومجموعها 140 صحيفة.
اللحظة التي بدى فيها آدم عريانا كانت لحظة أكله من الشجرة فقد سقطت ملابسه كلها إلا انه عاد سريعا ينتزع من شجر الجنة ويحاول أن يداري به جسده العاري، على أن الحقيقة المثلى هي أن آدم كان ضخم الجثة وكان طوله 60 مترا وعرضه 50 مترا، ومن يومها والناس يقصرون ويقلون في الحجم كما قال صلى الله عليه وسلم، ثم إن الله وكما قال في سورة (التين (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم(4).
بعدها نجد أن سيدنا إدريس عليه السلام والذي وآتاه الله النبوة بعد موت شيث ابن آدم كان أول من كتب في العالمين، وكان أول من غنم وسبا في سبيل الله بعد أن جهز جيشا بالمشاة والخيول وحارب قوم قابيل الذين تفشت بينهم الرذائل فهزمهم، فمن نصدق نظريات داروين أم قول الله عز وجل؟.. بالطبع نحن نميل كل الميل لكلمات الله ولا نعبأ بنظريات أصل التكوين..

ضرغام أبوزيد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق