الجمعة، 30 نوفمبر 2012

حقيقة شعب الله المختار


عادة ما نسمع عبارة (شعب الله المختار) وهي عبارة تطلقها إسرائيل دوما باعتبار أن اليهود والذين تصهينوا فيما بعد هم شعب الله المختار في أرضه، المقولة تحمل في ثناياها كل الحقد العنصري الأغبر، على انه يحق لنا أن نتوقف عند نقاط والافتراق الاتفاق ما بين بني إسرائيل وجادة الصواب فيما بعد سيدنا يوسف عليه السلام، فبعد أن خرجوا من مصر مع سيدنا موسى عليه السلام وجدوا أنفسهم في التيه في سيناء أربعين سنة وكان دخولهم لبيت المقدس تحت لواء سيدنا يوشع عليه السلام، وقصة دخولهم لبيت المقدس تستحق أن نتوقف عندها مليا، فقد تم الانتصار في عصر يوم الجمعة ولما كانوا لا يحاربون يوم السبت وإذا ما غربت شمس الجمعة فان ذلك يعنى أن يتوقفوا عن القتال إذ يوم السبت قد بدأ، هنا خاطبها يوشع أي الشمس قائلا انك مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها عليّ، فاستجاب الله لدعائه فتوقفت عن الغروب إلى أن دخلوا بيت المقدس.
بعدها لم يدخلوا كما أمرهم الله ولم يقولوا حطة أي اللهم حط عنا خطايانا، وكما قال تعالى في سورة البقرة (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين  (58). لقد دخلوها على استاهم أي على مؤخراتهم ولم يقولوا حطة بل قالوا حنطة، ثم تتوالى الأحداث لتؤكد مقدار المعاصي التي ارتكبوها، ثم حدث الهول المقيت مع آل عمران، وعمران هذا من ذرية داؤد عليه السلام وقد ذكرهم الله تعالى في سورة آل عمران إذ يقول الله تعالى (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) (33).
وعمران هو والد البتول مريم عليها السلام وهي خير نساء العالمين كما نعرف ووالدة عيسى عليه السلام،ولمريم كراماتها المعروفة والتي حدثنا عنها رب العزة إذ يقول في سورة آل عمران أيضا) فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يامريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) (37) .
زكريا عليه السلام والذي تكفل بمريم كان طاعنا في السن  وكان عابدا تقيا ورعا فرفع يديه الكريمتين في دعاء عظيم ورد في سورة مريم (قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا (4(  وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا (5) يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا) وجاءت الاستجابة على الفور (يازكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا(7).
إذن وفي تلك الفترة كان هناك ثلاثة أنبياء دفعة واحدة هم يحيى وعيسى وزكريا، يحيى كان يكبر عيسى بثلاثة أشهر فقط، ثم جاءت الطامة الكبرى، فقد قتلوا يحيى وقدم ملكهم رأسه مهرا لبغي أراد الزواج منها وكان الملك عمها وقد حرم يحيى زواج البنت من عمها، ثم لاحقوا زكريا ليقتلوه، ثم لم يصدقوا عيسى رغم معجزاته البينة التي جاء بها، المائدة التي تنزلت عليهم من السماء، وإحياء الموتى، وإبراء الأعمى والأكمه والابرص، ثم انه تحدث إليهم في المهد، ومع هذا كفروا به وبدينه ثم حاولوا قتله إلا ان الله رفعه إليه فكانت كارثة الكوارث إذ غضب الله عليهم ما برح عظيم..

ضرغام أبوزيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق