الاثنين، 26 نوفمبر 2012

بإغتياله روبرت كنيدي هل خدم بشاره سرحان قضيته ؟..


في العام 1968 كنت في الصف الأول أوسطى ، وكان كل عهدنا بالمدرسة هو خمسة أعوام فقط لا غير ، وهذا ما يعادل الصف الخامس أساس بالنظام التعليمي اليوم ، ومع هذا فقد كنا نعرف كل شئ يدور في كوكب الأرض في شأن السياسة المحلية والعالمية والإقليمية ، شارع الأربعين بأمدرمان ومحطة عابدين وكشك الجرائد الملاصق لدكان عابدين كان هو محطتنا الأهم ، ففي صباح كل يوم وقبل التوجه للمدرسة كنا نمر على كشك الجرائد لنشتري أحدى الصحف اليومية وهي إما الأيام أو الصحافة أو الرأي العام ، ولهذه الصحف الرائدة الفضل في إنها غرست في إنفسنا حب القراءة والإستزادة ، كنا نتابع الجديد في ما يحدث في العالم ، إلى أن كان ذلك اليوم الذي لا أنساه أبدا ، لقد قام الفلسطيني سرحان بشارة سرحان بإغتيال السيناتور الأميركي ومرشح الحزب
الديمقراطي للرئاسة (روبرت كنيدي) ، لا أخفى حقيقة إنني لم أنم ليلتها حزنا على هذا السيناتور الوسيم خليفه أخيه الرئيس الأميركي الخامس والثلاثون الذي عايشنا بالحزن وقائع إغتياله على يد (لي هارفي) عام 1963 .
كنت وقتها من مؤيدي الحزب الديمقراطي رغم إنني لست أميركيا والسبب عاطفي تماما فأسرة كنيدي قدمت لأميركا رئيس رائع وجذاب هو جون وقد تعاطفنا معه عبر البحار ونحن في تلك السن المبكرة ومن عاصمة السودان القومية أمدرمان ، لذلك كنا نتابع عن كثب نجاحات روبرت في سباق الرئاسة إلى إن بات قاب قوسين أو أدنى من عتبات البيث الأبيض ، كنا نرغب في فوزه على الأقل كتعويض معنوي لأسراته الرائعة في فقد جون قبل خمسة أعوام مضت .
سرحان بشاره سرحان قال وقتها إنه قتل روبرت لإيقاف وعوده بدعم إسرائيل ، لذلك ومن أجل القضية الفلسطينية قام بإغتيال السيناتور ، لم يكن سرحان يعلم بأنه وبتلك الخطوة قدم خدمة جليلة للوبي الصهيوني بأميركا الذي إستثمر الحادثة كما ينبغي ، وقام بعملية غسل دماغ للمواطن الأميركي بشأن العرب والفلسطينيين وتصويرهم على إنهم هم الإرهاب عينه وذاته ومن يومها فشل العرب في إثبات العكس ، لذلك فإن كل رئيس أميركي جديد وقادم للبيت الأبيض لا بد من أن يقدم ولاء الطاعة لإسرائيل بدءا ، لأنه وإن لم يفعل فلن يدخل ذلك البيت الأبيض أبدا ، تلك أمست عقيدة إنتخابية أميركية للأسف الشديد ..
سرحان بشاره المولود في في بلدة الطيبة الواقعة على بعد 18 كيلو متر شرق مدينة رام الله في 19 مارس 1944 يبلغ الأن الـ 68 من عمره ، ويقضي عقوبة السجن المؤبد بكلفورنيا بعد أن قضى حتى الأن 44 عاما في السجن إذ رفضت السلطات هناك كل الإلتماسات التي تقدم بها لإطلاق سراحة بعد أن وصل لهذه السن المتقدمة .
ليبقى السؤال المدوى قائما هل خدم سرحان بشاره سرحان القضية الفلسطينية فعلا بعيد إغتياله للسيناتور روبرت كنيدي ؟.. نقول في آسى لا ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق