السبت، 24 مايو 2014

لا يستحق هذا الوطن هكذا ساسة


المشكلة والكارثة والمصيبة التي تعصف بالواقع السياسي السوداني هو إعتقاد ديناصورات الأحزاب السودانية والذين تكمن مصيبة هذا الوطن في شخوصهم إذ هم ما برحوا يعتقدون في سعيهم المجنون للوصول للسلطة أن الحرية تعني (أن تقول كل شئ وأي شئ) أو هي تعني (أن تخلع كل ملابسك في قارعة الطريق ) ، وبغض النظر عما إذ كان قول كل شئ خطيرا وفادحا ومدمرا للوطن برمته ، وبغض النظر عما إذ كان خلع كل الملابس يخدش الحياء العام أم لا ، لا وزون ولا قيمة لديهم للمصطلح الذي يتعين إجلاله وهو (الأمن الوطني) ، أي أمن الوطن وسلامته ووحدته وكينونته وبقاءه مصانا أبيا وعصيا علي الأعادي أين هم وأين كانوا .
في أعتقادهم المعتل أن الحرية تعني أن يكيلوا الطعنات للوطن في الظهر عبر النيل من قواته المسلحة وأجهزته الأمنية المناط بها الدفاع عن الوطن برمته وفي ذات الوقت لا ينبغي مسائلتهم او محاكمتهم أو توقيفهم ، وإن تم فعل ذلك أمتثالا للعدل الواجب الإتباع فلا نلبث أن تنطلق الأصوات النشاذ مندده بردة الفعل المنطقية والواقعية  بإعتبارها خرقا فاضحا للحريات العامة وتكميما لحرية التعبير ، ورده لا تغتفر عن الحوار الوطني !!.
ليكن واضحا لكل أقراد قبيلة الديناصورات التي أقعدت هذا الوطن ردحا من الزمن طويل ، وبات واضحا بان خلاص الوطن برمته لن يتم إلا بخروجهم من كل الساحات السياسية السودانية والى الأبد ، لنتتبع تاريخهم الأسود منذ ستينات القرن الماضي لنجد أن شخوصهم ووجههم هي ذاتها لم تتغير ، لم تتبدل ،  لم تقتنع بسنة التغيير ، وبمبدا التداول السلمي للسلطة داخل أحزابهم العتيقة ، ومع هذا وفوق هذا يتحدثون عن الديمقراطية التي لا يتبعونها أصلا ولا يؤمنون بها أبدا ، فالديمقراطية إن وجدت وأمست نهجا يتبع داخل أحزابهم فذلك يفضي إلى حقيقة إنهم أعتزلوا السياسة منذ عقود من الزمن طويلة مضت ، غير إن الواقع والأحداث الجارية الأن في الخرطوم وإذ هم القاسم المشترك الأعظم لكل الوعكات السياسية في جسد هذا الوطن فذلك دليل على إنهم و(الدكتاتورية) في معناها الأسمى صنوان لمعنى واحد هو (الإستبداد) السياسي والعقائدي ، بل هم يمثلون الرمز الأعلى والأسمى في كيفية (خيانة) الوطن خيانة (عظمى) .
إنهم لا يقدرن خطورة المنعطف الخطير للغاية الذي يمر به الوطن إذ جنوده الأشاوس يخوضون غمار النار واللهب دفاعا عن الأرض والعرض ، تلك المعاني لا تمثل لهم شيئا ، المهم لديهم أن يبقوا في دائرة الأحداث منذ ستينات القرن الماضي وحتى قيام الساعة ، وليذهب الوطن وجنوده ومقاتليه إلى الجحيم ، تلك هي الوطنية في إعتقادهم إذ هم اقعدوا وكيلوا بالفعل وطنا وشعبا كاملا ، ولعمري أن هذا الشعب الأبي لا يستحق أبدا هكذا ساسة ..
ضرغام أبوزيد