الأربعاء، 26 يوليو 2017

نعم لقد فجرت العرب أخي زاهر



 في مقالة المضرج بالدم والمنشور بجريدة الرؤية العُمانية يوم 24 يوليو الجاري كتب الزميل والصديق العزيز الكاتب العُماني / زاهر بن حارث المحروقي مقالا تحت عنوان (التسريبات الخليجية وحكاية الضفدع والعقرب) ، تحدث فيه بمراره عن أحدث فجور للعرب في شبه جزيرة العرب في إطار مايسمى بالأزمة القطرية ، وحكى عن كيف إنهم وفي إطار كسب ود خليفة المسلمين دونالد ترمب باتوا يسارعون إلى كشف النقاب عن أنتن غسيل لهم على الإطلاق .
 
 
وفي إطار التسريبات والتسريبات المضادة أثبت العرب لكل الأمم المتحضرة بإنهم أشنع أمة أخرجت للناس ، إذ هم يتحدثون عن مكافحة الإرهاب ركوبا بغير وعي على قمة الموجة الترامبية العاتية والمفضية لنار جهنم حكما .
هم بذلك يحسبون في إطار ظن السؤ يحسبون بإنهم يعلمون ماهو تحديدا الإرهاب الذي يعنيه ويؤمي إليه خليفة المسلمين وهو الأحق بالمكافحة والمناطحة هنا ، فهل ياترى هو الإرهاب الإسرائيلي الموجة بغيا وعدوانا للمسجد الأقصى المبارك ولقطاع غزة إجمالا ؟.. بالقطع لا ، ففي إطار أحدث فجور عربي ، سمعنا رايا من مواطن عربي يتحدث من أقدس بقعة لدى المسلمين يقول بأننا لن ننصر الأقصى ، هكذا جهارا نهارا ، كتأكيد أمين على إنتقال الفحش والفجور في الخصومة من الحكام إلى الشعوب فبتنا نسمع كلاما ما أنزل الله به من سلطان يجري على ألسنة الناس كأمر عادي في وسائل التواصل الإجتماعي .
زاهر أشار إلى إن المرحلة القادمة ستشهد محاكمات دولية لدول وقادة وزعماء في الخليج لإنتهاكهم القانون الدولي ، ولضلوعهم في قضايا تصنف وفق الرؤية الدولية والمزدوجة والمنحنية كأعمال إرهابية ، إرتكبتها هذه الدول بحق جيرانها وبحق دول تبعد عنها ملايين الكيلومترات وفي إطار سعيها المجنون لمحاربة الإرهاب من وجهة نظرها بالطبع ، في إطار هذه المعمعة ستدفع تعويضات بمليارات الدولارات وستبذل ترضيات وستجرى مساومات ومفاوضات وتوسلات وسنشهد إنبطاحات علنية ، كل ذلك من أجل غض الطرف عن بعض الجرائم ،  أو على الأقل إعتبارها قد حدثت سهوا ، إذن المزيد من الأموال ستدفع ، والمزيد من الإتاوات ستفرض على المواطن الخليجي المغلوب على أمره .
ثمة أسئلة طرحها زاهر لن يجد إجابات عليها حكما وهي مايضير حكام الخليج المصابون بفوبيا الإسلاميين من وصولهم لسدة الحكم سيما وإنهم وصلوا عن طريق صناديق الإقتراع ، ثم نضيف لماذا تهدر مليارات الدولارات لأجل تغيير أنظمة حكم في دول أخرى ، وهذه المليارات تخص شعوب هذه الدول وقد أهدرت خصما على رفاهية المواطن وفي إطار ظلم فادح العواقب للأجيال القادمة هناك .
ما خلصت إليه الأزمة الخليجية الراهنة أو ما أفضت إليه هو حقيقة واحدة لا ثاني لها وهي إن بعض الحكام ليسوا جديرين بقيادة دولهم ، إذ باتوا يشكلون رمزا للإرهاب الدولي في الوقت الذي يزعمون فيه بإنهم يحاربون الإرهاب !! .
الزميل والصديق والإعلامي العُماني / علي بن خلفان الحسني ذكر في الجروب الذي أشرف عليه (قدامي المحاربين الإعلاميين) بإن مواطنا من دولة خليجية وفي زيارة خارجية له زعم بإنه مواطن عُماني ، لقد باتوا يخجلون من ذكر دولهم ، والمفارقة إنهم يسارعون للإرتماء في حضن عُمان إذ باتوا يوقنون بأن الإنتماء لهذا القطر هو الشرف كله .
فلماذا بقيت عُمان بعيدة عن كل هذا الغث الذي يجري في شبه جزيرة العرب ؟..
أهل عُمان يعرفون لماذا ، والشعوب العربية تعرف لماذا ، ونحن نعلم لماذا ، تلك كانت أبجديات الحكمة بعيدة المنال وقد غرسها جلالة السلطان قابوس بن سعيد على ثرى عُمان فأينعت وطرحت وردا وعنبا وزيتونا ونخلا ، فكأن أن بقيت عُمان في منأي من كل سحب الدخان التي تغطي سماوات دول الخليج العربي .
لذلك ولكل ذلك فإننا نرى بأن لامهرب لدول الجوار العُماني غير العودة إلى حضن الوطن الأم ، وجميعنا يعلم ماهو الوطن الأم في شبه جزيرة العرب ، هذا إذا ما أرادوا أن يشار إليهم بالبنان في مستقبل الأيام ..

ضرغام أبوزيد
صحفي وكاتب سوداني عُماني
dirgham@yahoo.com