الكثير من
الصفحات على الفيسبوك متخصصة في نشر نكات المساطيل ، وبقدر يعتقد فيه البعض بان
المسطول هو في الواقع شخص ظريف وإيجابي مهمته الأساس هي الترويح عن الناس وإنتزاع
الضحكات من صدورهم المترعة بالهموم والأوجاع .
هذا في الواقع غير
صحيح ، بل هو تفسير سطحي تماما ، فهؤلاء الظرفاء المساطيل هم في الواقع مؤشر خطير
للغاية لحقيقة دامية مؤادها حقيقة أن المخدرات باتت في متناول اليد ، وان الشباب
قد غرقوا في ماءها الآسن حتى الأذنين ، وان كل جهود الدولة الرامية لإجتثاث هذا الداء
لم تفلح حتى الآن ، ما نعرفه يقينا هو المساطيل الظرفاء على صفحات الفيسبوك يمثلون
المشروع الإجرامي الأكثر ضراوة الذي بدأ بالفعل في هدم عمد وأركان وأمن الوطن .
لدينا شباب نعرفهم
بالأسم تحولوا لمدمنين ، بعدها تحولوا لمجرمين ، وهم أيضا ظرفاء بإعتبارهم يرون ما
لا نرى ، وبات المجتمع يئن تحت ضربات
جرائمهم وأفعالهم المنكرة ، أننا لا ملك غير أن نقرع ناقوس الخطر ، فالمجتمع بأسره
بات مهددا فعلا لا قولا ، ومستقبل الوطن هو الآخر أمسى في مهب الريح ، والمخدرات
لا تزال تباع في وضح النهار ، ورائحة (البنقو) النفاذة تخترق كل الحوائط والجدران
معلنة للناس بان الدولة تحترق ، معظم تجمعات الشباب في أركان الشوارع والأزقة تكون
السيجارة المعلونة في القانون تلك هي القاسم المشترك الأعظم ، والضحات الماجنات
السافرات المنطلقة من مركز تلك التجمعات تؤكد بان القانون لم يعد قادرا على إيقاف
هذا المجنون السافر ، ليبقى السؤال الهام مطروحا ، هل عجزت الدولة السودانية من
تقليم أظافر المخدرات ومن ردع المتعاطين والمتاجرين وأباطرة هذه التجارة ؟...