السبت، 1 ديسمبر 2012

لا مستقبل يذكر لهذه التجارة


من زاويتي اليومية  شراع  بالوطن العُمانية الأحد 18/10/1998 هذا المقال تنبأنا بكساد تجارة التصوير الفتوغرافي وإلى الأبد ، ما قلناه عام 1998 أصبح الأن عام 2012 هو الواقع  الأن تماما كما قلنا يوميذ ، لقد سبقنا الأحداث بنحو فريد .
من المألوف جدا أن نشاهد في حارة وفي كل سوق وفي كل ولاية محلات أو متاجر تحميض وطباعة أفلام التصوير الفوتوغرافي، هذا التجارة أو هذه التقنية والتي عرفها الإنسان منذ أقدم العصور حيث نجد في كتاب البصريات لأقليدس أول وصف لما يدعى  الحجرة المظلمة  Camera Obscura وكانت تستخدم لتثبيت الصورة المقلوبة لمشهد خارجي على جدار أبيض، على أن لويس جاك داغير يعتبر رائد هذه الفن إذ كان أول من استخدم لهذا الغرض ألواحا معدنية حساسة للضؤ  وذلك في العام 1839 إلا أن آلة التصوير الملون والمعروفة يعود الفضل في ابتكارها إلى العام 1861 والى جيمس ماكسويل،  ابتكار جيمس لم يبلغ حد الكمال إلا في العام 1935 عندما خرج إلى النور فيلم التصوير المعروف، فن أو علم التصوير الفوتوغرافي قدم خدمات جليلة للإنسان ويكفيه فخرا انه دون وبما لا يدع مجالا للارتياب كل الوقائع الحضارية البشرية الأمر الذي الهم التاريخ قدرة حفظ الوقائع حية متقدة للأجيال القادمة.
التصوير الفوتوغرافي  بالاته وكأميراته  ومتاجر معالجة أفلامه قد آن الأوان لان يترجل  الآن وان يخرج من الساحة مرفوع الهامة ومشكورة على ما قدمه للبشرية حتى اللحظة، وعلى أكثر تقدير فانه وبحلول العام 2000 ستختفي هذه التجارة ولن نشاهد محلا أو متجرا واحدا يختص بتحميض الأفلام، إذ أن التصوير الإلكتروني سيعهد إليه بحمل الراية والدخول بها وبنا إلى رحاب الألفية الثانية.
الإرهاصات تتحدث الآن وبفصاحة عن الأمر باعتباره واقعا لامناص من قبوله، والأمر برمته يعود إلى الحاسوب باعتباره المسئول الأول عن توجيه هذه الضربة الفنية القاضية  إلى هذه التجارة والتي كانت رائجة عبر التاريخ، الآن نشاهد زحفا مقدسا صوب الكاميرات الإلكترونية، ولنا أن نعرف بان الذين يشترون هذه الكاميرات ويستخدمونها هم بالضرورة يملكون حواسيب شخصية سواء في منازلهم أو في مكاتبهم، ثم عليهم وببساطة التقاط ما يشاءون من صور لتحتفظ الكاميرا بها حية تتنفس والى أن يتم غرس اللقطات الإلكترونية في الحاسوب والذي يتلقفها ويظهرها وبالنحو الذي نريد على شاشة الحاسوب، وبما أن الطابعات الملونة النافثة للحبر وبعد التعديلات الثورية والتي حدثت في صناعتها غدت رخيصة الثمن وفي متناول يد الجميع، ثم أن الورق المصقول والمخصص لطباعة الصور بات هو الآخر متوفرا وبأسعار لاتصدق، اذن وبمجرد التقاط الصورة بالكاميرا الإلكترونية يتم طباعتها وبالمساحة التي نريد وبالكيفية التي نرغب، هذه الطابعات الملونة إذن قد أزاحت محلات تحميض الأفلام بمساعدة الحاسوب وبالهام الكاميرات الإلكترونية.
وفي الشرق حيث نحن نتوقع أن تسود هذه التقنية عبر روافد التقاليد أيضا، إذ أن هناك الكثير من الأسر ممن لا يرغبون في إتاحة الفرصة لا صحاب تحميض الأفلام بمشاهدة صورهم الأسرية هؤلاء سيجدون غايتهم عبر التقنية الجديدة إذ انهم وحدهم سيعالجون صورهم في المنزل وسيشاهدونها أيضا لوحدهم وفوق ذلك سيتمكنون من حفظها إلكترونيا والى الأبد على CD لتبقى جيدة وحية والى ما شاء الله.
ضرغام أبوزيد




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق