السبت، 1 ديسمبر 2012

هل تعلمت أفريقيا من زعيمها ما نديلا ؟..


الزعيم مانديلا
القارة الأفريقية تكاد تجمع على حقيقة أن الرئيس الجنوب أفريقي السابق نيلسون مانديلا هو الزعيم الروحي للقارة لانه حفر بأصابعه المجردة على سيقان غابات أفريقيا الاستوائية الفارعة الطول حفر مخطوطة النضال الخالد، ولأنه  الزعيم الأفريقي الوحيد الذي أفنى زهرة شبابه خلف القضبان وهو يعيد كتابة تاريخ جنوب أفريقيا منذ اللحظة التي وطأت فيها  إقليم الكاب أقدام أول هولندي العام 1652 م ومنذ أن نشبت وخمدت حرب البوير العام 1902 ومنذ أن توحدت أقاليمها الثلاثة لتطل على العالم جنوب أفريقيا العنصرية، ولأنه  كان يمقت العنصرية والعنصريين ولأنه  كان يردد دائما عبارته الرائعة (إنني رجل حر) ولأنه  كذلك فقد كان شوكة وقفت في حلوق العنصريين لا كثر من عقدين من الزمان، احتاروا فيه وتسألوا وسألوا عن ما يتعين عليهم فعله إزاء  صخرة العناد الصلدة، على أن العنصريين لم يدر بخلدهم حقيقة أن الرجل مؤمن بقضيته الكبرى، جنوب أفريقيا الحرة اللاعنصرية.
ذهبت العنصرية وبقى مانديلا وجنوب أفريقيا، فماذا تعلمت القارة من هذا الرجل الأسطورة، على صعيد النضال نعنى، التجربة المانديلية الخالدة أشارت وافرزت حقيقة أن الذين يظلون داخل أوطانهم  يذوقون الأمرين ويقتاتون من نمل الأرض هم الذين ترفعهم شعوبهم إلى عنان السماء في نهاية المطاف، وهم الذين يتيهون في خيلا عزهم يوم يروم الشعب تكريمهم وتمجيدهم لآتهم أعطوا زهرة أعمارهم لقضية الوطن.
كانت أمنية العنصريين التي لم تتحقق أن يطلب مانديلا اللجؤ السياسي لأي بلد مجاور أو غير مجاور ولو انه فعل لدفعوا كل نفقات أقامته في افخر فنادق باريس أو لندن أو واشنطن، لكنه رفض فضل السجن على المنفى، كان يرحب بالموت في غيابة السجن على الموت في جزر الكناري، كان يحدق للتاريخ وهو يكتب فلو أن العنصرين سملوا عينية لرضى أن يظل مناضلا أعمى، ولو اقتلعوا  قلبه ورموا به  لكلابهم الضالة لرضي أن يمضى شهيدا من أجل القضية.
ذلك كان مانديلا، ولذلك وحده حمله الشعب من السجن إلى سدة الكرسي الأعظم وخلع عليه الألقاب عظيمها وفخيمها وجميلها، على ان القارة السمراء وللأسف لم تتعلم حرفا واحدا من نضال مانديلا، لم نر زعيما واحدا ارتضى الموت داخل السجون من اجل القضية، كأنهم لا يؤمنون كما كان يؤمن ما نديلا، انهم يناضلون دوما من خارج أوطانهم ولا يحبون الخبز الذي تأكله شعوبهم، ويتقيأون الماء الذي تشربه شعوبهم ويعافون الهواء الذي تستنشقه شعوبهم، ثم هم يريدون أن يحكموا كما حكم مانديلا!..
ضرغام أبوزيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق