الخميس، 20 ديسمبر 2012

عندما توفي الرجل مخمورا ...


كانوا مجموعة من الأصدقاء ، جمعهم الشيطان بحب ومودة على موائد الخمر يعاقرونها كل ليلة وحتى تباشير الصباح الباكر ينهلون من هذا السائل المذموم حتى الثمالة ثم يتفرقون ويتوزعون لينشروا البذاءة والوضاعة في شوارع الحي ، ثم يلتقون مجددا مساء اليوم التالي ، هكذا كان دأبهم ..
في ليلة غاب فيها القمر وإستتب الأمر لجيوش الظلام ، وبعد أن إرتوا ماشاء لهم ، سقط أحدهم ميتا ومخمورا ، إحتاروا ماذا يفعلون به وبجثته ، وكيف يكفنوننه ، ثم الأدهى كيف يصلون عليه وهم الذين لم يركع أحد منهم لله قط ..
وبما أوحت إليهم عقولهم المخمورة كفنوه وغسلوه كيفما إتفق ، ثم حملوه للمقابر ، هناك إحتاروا بالفعل ، النعش أمامهم وهم ينظرون إليه ولا يعرفون ماذا عساهم يفعلون في هذه النقطة الحاسمة ، نقطة الصلاة على الميت ..

في غمرة حيرتهم جاء إعرابي على ظهر جمل ، إستوقفوه بل تضرعوا إليه ليصلى على صديقهم ، ترجل الإعرابي تحت ضراوة التوسل ، ثم طلب منهم الإصطفاف ففعلوا ، تقدمهم وبدأ صلاته ..
ـ الله أكبر .. ثم رفع أصبعه للسماء قائلا :

ـ يا ربي هذا الميت ضيفك ، وأنا وإن جاءني ضيف لنحرت له جملي الوحيد هذا ..
ثم السلام عليكم ..  السلام عليكم .. أنهى صلاته ...
أسرع الأعرابي لجمله وأنطلق إلى حال سبيله بعد أن طلب منهم أن يدفنوه ففعلوا ..

فيما بعد الدفن كان القبر يشع نورا وضياءا ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق