الاثنين، 6 أبريل 2015

وهكذا كنا نحن العرب أغبياء لا أتقياء



الزميل العزيز والصحفي والفنان التشكيلي السوداني / أحمد قاسم البدوي ، غرد في الجروب الخاص بنا على الواتساب (قدامي المحاربين الإعلاميين) والذي أشرف عليه غرد على لسان كونداليزا رايس مستشارة الأمن القومي (2001 ـ 2005) ووزيرة الخارجية الأميركية (2005 ـ 2009) إبان عاصفة الصحراء الهوجاء التي إقتلعت الأخضر واليابس بالعراق الشقيق إذ قالت أي السيدة / رايس :
(دخلنا العراق ولم نجد سلاحا نوويا  ، ولكننا وجدنا صدام حسين ، وصدام حسين هو نفسه السلاح النووي) ..
كوندليزا رايس ومن خلفها عراب العاصفة بوش الأبن
العبارة قاسية ومؤلمة وفادحة في آن معا ، ذلك إنها وببساطة شديدة قد صنفتنا نحن العرب الأماجد كـ (أغبياء) لا كأتقياء ، أغبياء بالدليل وبالوقائع وبالشواهد عبر العصور ، على الفور ولإن الإهانة قاسية والصفعة مؤلمة والجرح غائر ونازف ، فقد إندلع في الفؤاد حريق وتطايرت عذابات الصفعات القديمة المماثلة لتقف أمامنا كشيطان رجيم .
وهنا فار تنور الذكريات وتقيأنا سوءات التاريخ العربي المذل في وقائع مشابهة هي أصلا لم تمت ولن تموت نقرأها في كتب التاريخ فينتابنا إحساس مرير بالعار ، لقد عدت يا سادتي للعام 1916 م وإلى أتفاقية سايكس بيكو السرية بين فرنسا وبريطانيا وبمباركة روسيا الإمبراطورية ، وقتها والدولة العثمانية قد أطلق عليها رسميا وعن جدارة لقب (رجل أوروبا المريض) وكانت تعاني من سكرات المؤت الزؤام ، فهب أصحاب الثارات وأولياء الدم في أوروبا على الإجهاز على ما تملك في بلاد العرب أو ما نسميه الآن بالشرق الأوسط ، لقد تم تقسيم بلاد الشام بين الأمراء الجدد ، والعرب لا يدرون ولا يعلمون .
ثم بعدها جاء وعد بلفور عام 1917 والذي تعهدت فيه بريطانيا العظمي بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين العربية ، والعرب وقتها كانوا يغطون في سباتهم العميق المستمر حتى الآن بغير يقظة أو أمل في إستيقاظ ، وهم الذين صدقوا قبل هذا وبسذاجة لا يحسدون عليها صدقوا بأن أوروبا النظيفة التقية ستمنحهم الحق في إقامة دولة عربية أو إتحاد دولة عربية في جزيرتهم العربية .
فهاهو الشريق حسين بن علي الهاشمي ملك الحجاز وكبير المخدوعين العرب وقد ورثنا منه نحن العرب كيفية تجرع كؤوس الخديعة ها هو وقد أطل من شرفة قصرة بمكة المكرمة في 2 يونيو 1916 وأطلق من مدفعه أو مسدسه أو من بندقيته أو من خنجره العربي الأصيل الطلقة الأولى إيذانا بإنطلاق الثورة العربية العارمة الكبرى ، وها هي جحافل المجاهدين العرب المؤمنين بالدولة الجديدة المنشودة والمأمولة وقد أمست سرابا تماما كقنبلة صدام حسين النووية ، هاهم ينازلون الدولة العثمانية المترنحة النزال ومن أجل أسقاط الخلافة العثمانية الإسلامية وإلى الأبد ، فكان لهم ما أرادوا .
ولكن وفي المقابل هل سمحت لهم أوروبا النظيفة والمستعمرين الجدد بإقامة دولتهم العربية القومية المنشودة ؟.. في تلك اللحظة تم دفن بذرة الإستغفال الأبدي على ثرى بلاد العرب والإستغفال العربي بات رديفا للعنتريات العربية على مر العصور وبغير أن نستخلص عبرة واحدة منها ، وبغير أن نعي ماذا يعني الحديث النبوي الشريف (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) لقد ثبت بالوقائع وبالقرائن وبالشواهد إننا نلدغ من ذات الجحر مليون مرة وبغير أن يتحرك الذكاء العربي الحصيف لسد ثقوب الجهالة في عقولنا .
ففي اللحظة التي كان (يجاهد) فيها العرب لإقامة دولة لهم في جزيرة العرب كانت المكأفاة والدولة العربية الموعودة قد تمثلت في قيام دولة إسرائيل على مرمى حجز من جزيرة العرب وبرعاية التاج البريطاني المرصع بالجواهر والنجوم  وعبر وعد بلفور عام 1917 ، ومن وقتها كُتب على العرب الشقاء الأكيد يوم باعوا أخوانهم في الدين العثمانيين أعني في مقابل حفنة من الأماني تلمع هناك في متاهات سراب الخديعة ..

ضرغام أبوزيد
صحفي وكاتب مستقل
واتساب : 00249121338306

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق