السبت، 4 أبريل 2015

أخيرا إكتشفت وأشنطن هذه الحقيقة المرة



أخيرا ولا بعد لأي وبعد أن سقط آلاف الأبرياء قتلى في الحرب الأهلية المجنونة بدولة جنوب السودان الوليدة ، صرح الرئيس الأميركي باراك أوباما بحقيقة إن الحرب هناك باتت تمثل تهديدا للأمن القومي الأميركي ،
واشنطن شريكة تماما في هذه الجريمة الموجهة للإنسانية جمعاء
وإن فرض العقوبات على جوبا بات الآن امر ملحا ، هذا ما أكتشفته الإدارة الاميركية ، وهذا ما توصل إليه البنتاجون والكونغرس بعد دارسة متأنية ومتابعة دقيقة لحجم الفظائع المرتكبة ضد الإنسانية هناك .
كنت أتمنى صادقا أن يبدأ الرئيس الاميركي ملاحظته أو أكتشافاته تلك بسرد موجز مقتضب للأخطاء التي لن يغفرها التاريخ أبدا أبدا لواشنطن إذ هي سعت وعملت وجاهدت ومولت وناصرت إنفصال جنوب السودان ، وهي التي كانت ترى في الخرطوم البلاء كله والإرهاب عينه ، والتهديد الأكيد للأمن القومي الأميركي عبر تصدير الإرهاب وتمويله ودعمه وصولا به لحماس في قطاع غزة ليغدو شوكة في خاصرة المدللة أبدا إسرائيل ، ثم كانت اليد الطولى للإرهاب السوداني وبناء لأحلام اليقظة الأميركية قادر على دق أبواب واشنطن ونيويورك وغيرها من المدن والولايات الأميركية ، هذا ما كان يصوره الإعلام الأميركي ، ولهذا ظل السودان قابعا في قائمة الخارجية الأميركية للدول راعية الأرهاب منذ سنوات وحتى الآن .
إذا أرادت واشنطن أن تعود لجادة الصواب وتعالج أخطاءها التاريخية الشنيعة بحق شعب جنوب السودان القتيل ، فعليها أولا ان تعترف بإخطاءها في حق شعب شمال السودان ، وبداية الإعتراف كما نراه (رفع العقوبات) التي أضرت بالإقتصاد السوداني وبالمواطن السوداني الذي لا يعرف ما هو الأرهاب وماذا يعنى وما المقصود بما تدعيه واشطن ، ومن بعد ذلك تقديم الإعتذار اللائق بها كدولة عظمى ، كأن تجاهر بالحقيقة المرة وهي أن شمال السودان قد دفع ثمنا باهظا للغاية لكي يظل موحدا ومتحدا ، على واشنطن أن تقر باننا في الشمال السوداني قد قدمنا الملايين من أرواح مواطننيا ثمنا من أجل الوحدة التي أمست في مهب الريح بل هي الريح عينها ، وأننا وفي الشمال حافظنا على كرامة المواطن الجنوبي ، وأننا في الشمال قد بسطنا الأمن والإستقرار في كل ربوع الجنوب ، وأن المواطن هناك كان يعيش كريما عزيزا ، وأن الجنوب في ظل سيادة الشمال لم ترتكب فيه فظائع ولا مجازر ولا دمار غاشم ، كنا نطارد التمرد وكنا نقاتل من أجل رفاهية وسعادة ورغد شعب الجنوب بغير من أو أذى .
كل جهودنا في الشمال ضاعت سدى إذ كانت واشنطن تعمل وتجاهد عبر إمكاناتها العسكرية والإقتصادية والإعلامية من أجل هذا الإنفصال المشئوم ، وعندما تم وحدث ووافقنا عليه طوعا لا كرها ، كانت واشنطن وتل أبيب يتجرعان معا أنخاب الإنتصار على الإستعمار السوداني كالح القسمات !! .
لتتحلى واشنطن بالشجاعة الكافية ولتعترف وتقر بانها قد أرتكبت أكبر أخطاءها السياسية والإستراتيجية في هذا القرن الجديد على الإطلاق ، وأن الخرطوم كانت الوحيدة التي كانت ترى الصواب صوابا وسعت لترسيخه عبر مُهج مواطنيها تلك التي وبالتأكيد لا تقدر بثمن ، ثم لتقر بأنها شريكة في المذابح والفظائع التي يرتكبها طرفي النزاع الآن بحق الشعب في الجنوب وأن تل أبيب أيضا تتحمل وزرا تاريخيا وأخلاقيا مماثلا سطره التاريخ كخري وعار ..

ضرغام أبوزيد
صحفي وكاتب مستقل
واتساب : 00249121338306

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق