السبت، 17 أكتوبر 2015

من يتصور مع من ؟



صورة تساوي مليون كلمة ومليون رسالة سياسية شديدة اللهجة ومليون رسالة إجتماعية بالغة الفصاحة .
الرسائل والكلمات أو اللكمات موجهة للبيت الأبيض الأميركي بدءا ، وللرئيس أوباما شخصيا ثم للجونجرس الأميركي بشقيه وللبنتاجون ولناسا ولمايكروسوفت ولبيل جيتس ولآبل ولعموم الشركات الأميركية ثم للشعب الأميركي فردا فردا بكل طوائفة بكل أجناسه بكل ألوانه بكل أطيافة .
الفتى السوداني الأميركي أحمد محمد الحسن صاحب الساعة الأسطورية الشهيرة مع الرئيس السوداني البشير ، أو البشير مع أحمد لينظر  كل منكم للصورة من الزاوية التي تروق له .
هنا فإن الخرطوم قد أفلحت في  توجيه الصفعة المناسبة حجما ووزنا للإدارة الأميركية وفي وضح النهار ،  فهذا الإرهابي السوداني الصغير أمسى رأس الرمح  في كنانة الخرطوم في نزالها المشروع ضد الصلف الأميركي المصر على بقاء السودان في قائمة الخارجية الأميركية للدول راعية الإرهاب .
ثم إن الدبلوماسية السودانية أفلحت دون شك في إستغلال الواقعة لأقصى مدى ممكن وهذا ما يسمى في عرف رياضة الملاكمة بالضربة الفنية القاضية وهي عينها وذاتها التي إستخدمها الأميركي الأسطوري الأسود محمد علي كلاى في توجيه صفعاته للبيت الأبيض عندما رفض أن يحمل سهما ضد الحياة في فيتنام عندما أمره الصلف الأميركي وقتها بالقتال ضد ثوار الفايتكونج وضد هوشي منه العتيد .
ولأننا وفي السودان كنا قد أحببنا كلاى الأسود وناصرناه وصفقنا له بإعتباره جزءا منا وقطعة من كياننا وصفقنا له وبغض النظر عن جدلية المكان وبعده  فآن التاريخ اليوم يعيد نفسه فقد أستطاعت الخرطوم أن ترفع العلم السوداني في ساريات البيت الأبيض وفي ساريات البنتاجون الذي قصف ودمر بغير رحمة مصنع الشفاء السوداني عبر عدوان لا تنقصة الهمجية ولا البربرية على شعب لم يرتكب جريرة غير  إعتناقة للإسلام دينا .
  الآن وفي اللحظة والتو فإن عتاة الساسة في أميركا العظمي نحسب إنهم في حيرة من إمرهم ، فهل تراهم سينظرون للصورة بإعتبارها عملا إرهابيا منظما قامت به الخرطوم لإرهاب الشعب الأميركي عبر تأكيد عظمة العقول السودانية اليافعة ومقدرة السودان العقل علي إختراع ما يخيف أميركا فعلا وبالتالي فإن نظرية بقاءه في قائمة الإرهاب لها بالفعل ما يبررها .
فرئيس الإرهابيين الأفارقة والعرب يستقبل إبننا الأميركي اليافع ويحضه على إختراع المزيد من (المخيفات المرعبات) على الأقل لسرقة النوم من عيون ساكني البيت الأبيض وتلك ضربة فنية قاضية في حد ذانهار..
أم ترى إن الذوق الأميركي الرفيع سيتسامى فوق ذاته للمرة الأولى وربما الأخيرة ويتحلى بالروح الرياضية واجبة الإتباع ثم يقر بأن الأقدار ال لا رخية هي وحدها التي اهدت الخرطوم هذا النصر الداوي وإن واشنطن وفي واقع الأمر لاحيلة لها ..

ضرغام أبوزيد
صحفي وكاتب مستقل
مدير جروب قدامى المحاربين الإعلاميين
الراعي الرسمي لجميعة الصداقة العمانية السودانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق