الثلاثاء، 24 مارس 2015

مجزرة يوم الإثنين الأسود



ولأننا ألينا علي أنفسنا قول الحقيقة وحدها وتعرية هذا الزيف الذي يغطي سماوات هذا الوطن المنكود في حظة مع الأقدار اللا رخية والمضروب غدرا تحت الحزام فسقط مغشيا عليه إذ أهم مفاصل ومقومات الدولة قد تم تدميره وهو (التربية) ومن ثم (التعليم) .
وفي سلسلة مقالاتنا المدعمة بالصور والتي فضحنا فيها زيف العملية التربوية والتعليمية ممثلة في إمتحانات الشهادة الثانوية السودانية لهذا العام 2015 ، فإننا ومنذ اليوم الأول عندما نشرنا واقعة سرقة القرآن الكريم حيث
حصيلتنا من الغنائم المحرمة
أكدنا يومها بأن من سرق حملا سيسرق جملا لا محالة ، وإن من سرق القرآن الكريم لن ترتجف أوصاله إذ هو يسرق باقي المواد ، وهذا ما تم وهذا ماحدث سادتي ، فقد توالت عمليات الغش والخداع في الإمتحانات وبوتيرة متزايدة ومتسارعة ، وواصلنا نشر هذا الغسيل اللا نظيف وبوتيرة متسارعة أيضا إتساقا مع حجم الجرم .
إلى أن جاء يوم الإثنين الأسود الموافق 23/3/2015 وهو اليوم المشهود ، في هذا اليوم كان إمتحان مادتي التاريخ والفيزياء ، الأولى أساسية لطلبة المساق الأدبي والثانية جوهرية لطلبة المساق العلمي ، وكما تنبأنا بإنه في هذا اليوم ستقع الخوارق ، وسيحاول طلبتنا الأشاوس والبواسل سرقة تاريخ بلادهم وتجريده من حقه في الفهم والإستيعاب والإقتداء به ، التاريخ السوداني برمته وعظمته ومهديته وثواره وشهداءه ك
جزء من كتاب الفيزياء
ل أولئك تمت سرقتهم في وضح النهار ، كل المقالات والمفترض إنها تتحدث عن تاريخ أمة وعن نضال شعب أبي وحر ، والتي من المفترض إنه قد تم إستيعابها وهضمها وتذوق طعمها الشهد ، غير إن شيئا من ذلك لم يحدث ، لم يقرأوا التاريخ بتاتا ، لم يستوعبوه أبدا ، لم يتذوقوه  علي الإطلاق ، لم يهضموه ، آثروا سرقته ، لا سرقة مقالة واحدة بل كل مقالات الكتاب ، لا درسا واحدا ، بل كل دروس الكتاب ، ذلك يعنى إن العقول خاوية بل هي ا
هذا هو تاريخ الوطن وقد تمت إستباحته
لخواء عينه ، والنتيجة المفضية من بعد إنقشاع غبار العتمة وإذ البخرات متناثرة كالحصى في باحة المدرسة ذلك يعنى أن لا أحد يعرف شيئا عن تاريخ الوطن برمته .
هؤلاء هم قادة المستقبل والمناط بهم حكم البلاد والعباد ، ذاك زمان لن نعشه بالتأكيد ، غير إن النبوءات الكالحات والواضحات تشير إلى إنه زمان أغبر نهاره حالك تماما كلياليه ، ويل لتلك الأجيال القادمة التي سيحكما قادة من الجهال والجهلة .
أما طلبتنا الأشاوس في مساقهم العلمي فحدث ولا حرج ، لقد إستباحوا مادة الفيزياء بدون خجل وبدون أن يرمش لهم جفن ، كل الكتاب ، كل الدروس ، كل الأمثلة ، كل النماذج ، كانت مصورة وحاضرة فيما تحت السراويل والقمصان وفي مغارات نائية لجيوب سرية أعدت بمهارة .
مادة الفيزياء سادتي هي المؤهلة لدراسة الهندسة والطب وغيرهما من العلوم العلمية ، إذن أطباء المستقبل هم زمرة من هؤلاء فهل سيجد المريض لديهم ترياقا يشفي أم ...... ومهندسو المستقبل هم أيضا كذلك ، إذن وأسفاه علي وطن فشلت وزارة التربية والتعليم فيه في غرس أي فضائل تذكر في نفوس شبابه ..

ضرغام أبوزيد
صحفي وكاتب مستقل
واتساب : 00249121338306


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق