الثلاثاء، 10 فبراير 2015

طواغيت حكام العرب وبذاتهم العسكرية .. هل هي دليل عافية ؟..

بعض الحكام العرب مولعون حتى الثمالة بالبذات العسكرية حتى العظم بل حتى النخاع ، أكتافهم مرصعة بالنجوم الذهبية والصقور ، وصدورهم تلمع فيها النياشيين وأنواط االجدارة وجميعها من الطبقة الأولى ، السؤال هنا من هي السلطة المخولة بمنح هذه الرتب العسكرية الرفيعة في بلدانهم والتي قامت بمنحهم هذه الرتب رفيعة
المستوى ؟.. ومن هي الجهة أو السلطة المخولة في بلدانهم والتي قامت بمنحهم أنواط الجدارة وتلك النياشيين ؟..
في الواقع وفي ظل غياب المؤسسية في أقطار الوطن العربي لا توجد عمليا مؤسسات وطنية  تملك تلك الصلاحيات .. إذن من الذي خلع على الحاكم هذه الرتب ؟.. الإجابة متناهية الوضوح وهي أن فخامته هو نفسه السلطة التي منحته تلك الرتب وهو ذاته الجهة التي خلعت عليه تلك الأنواط والنياشيين والأوسمة ، كل هذه المقتنيات والتي يجب أن يحكمها القانون موجودة في بيته إذ جاز لنا التعبير يختار منها ما يشاء ووقتما يشاء وكيفما يشاء تلك هي الطامة الكبري .
ولأن المسألة هي كذلك ووفق كل المقايسس فقد دفعت بعض أقطار العرب أثمانا باهظة لإصرار فخامته على إنه عسكري محنك كنابليون مثلا وكخالد بن الوليد إسلاميا وتاريخيا ، العراق الشقيق دفع الثمن كما نعلم ومقدما لسبب واحد هو ان الرفيق القائد صدام حسين كان يصر على إنه ضابط ضخم في الجيش العراقي الجرار ، خاض حروبا طاحنة  وبقرارات أحادية الجانب ودكتاتورية السمة ، كان هو المخطط الأساس للغزو  المجنون لإيران مطلع ثمانينيات القرن الماضي ، وعندما وضعت الحرب أوزارها وخرج العراق منها منهك القوى لا يقوى حتى على المشي ، وبعد أن بددت ثروات الشعب العراقي في شراء السلاح وفي الإنفاق على حرب غير معلومة الأهداق تلك كانت (قادسية صدام) قادسية العرب جميعا كما كان يقول لنا الإعلام العراقي وقتها إذ هو أمعن في الضلال والضلالة .
بعدها وبقرار دكتاتوري أيضا إذ هو القائد الأعلى للقوات المسلحة قام بغزو الشقيقة الكويت في حرب أكملت منظومة الجنون إذ هو يصر على إنه ضابط كبير في الجيش العراقي المفترض إنه ذخر للعرب في المواجهة المقدسة المفترضة ضد العدو المشترك الذي نعرفه يقينا ، الضابط الكبير صدام حسين قال لنا إن الكويت هي العدو المشترك للأمة ، تلك كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ، ولأنه ليس عسكريا ولا علاقة له بها إذ تلك أمست علم قائم بذاته ، العسكري المحترف وعندما تتم ترقيته من رتبة لرتبة لا بد وان يجتاز العديد من الإختبارات الشاقة وحتى إذ ما وصل لرتبة لواء أو فريق فإنه روحه تكاد أن تخرج من حيث هي قابعة في مكان ما لانعلمه في الجسد ، الله وحده يعلم أين هي الروح تكمن ، غير إنه فخامة الرئيس وفي اللحظة التي أقصى فيها أحمد حسن البكر من السلطة هرع إلى غرفة نومة وأختار أرفع النياشيين وأعلى الرتب العسكرية ، وعندما أعدم لم نكن نعلم هل كان فريقا أم مشيرا .
لم يستطع وهو العسكري المحنك أن يختار الوقت المناسب للإنسحاب من الكويت بناء على موازيين القوى التي يعلمها العسكريون وحدهم ، كان يصر على إنه سينتصر على الحلفاء جميعهم ، وإنساق الإعلام العراقي خلف هذا الزعم ، وكان وزير إعلامه يحدث الصحفيين من أحد فنادق بغداد عن حقيقة أن (العلوج) سيتم دفنهم في أرض العراق ، كان يقول ما يقول وقوات الحلفاء تدق على أبواب بغداد بعنف وقوة ، العالم كله سمع الطرق العنيف غير أن الجنرال صدام لم يكن يسمع شيئا ، النتيجة إنه قد تم تدمير العراق تدميرا شاملا وخسرت الأمة أحد أرصدتها الضخمة وهي العراق (القوي) جيشا وإقتصادا وعلما ، والآن العراق يخوض حربه الأهلية الضروس بعد أن دقت (داعش) على أبواب بغداد .
نفس المشهد تكرر تارة أخرى في تأاكيد على حقيقة إن الحكام العرب الطواغيت لا يقرأون التاريخ حدث هذا  في التي كانت تسمى (الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى) أسم مجنون لقائد عسكري عصفت به أنواء العظمة حتى أردته ، قيل إنه وعندما أطاح بإدريس السنوسي كان برتبة عقيد ، ونحسب إنه ومنذ ذلك الوقت لم يقرأ شيئا في كتب وموسوعات العلوم العسكرية وحتى ولحظة إستلامه السلطة لمن تكن في ليبيا السنوسية مؤسسات عسكرية يشار إليها بالبنان ، الدليل واضح وساطع ، ليس هناك عسكري محنك يخنق نفسه بيده ويسمح بمحاصرته تماما في مدينة قاتل فيها بجنون إلى أن حانت لحظات التوسل والتي قتل فيها وبعدها ، لو قرأ القذافي الإستراتيجيات العسكرية القائمة على مبدأ الكر والفر بناء لميزان القوى والتي إنتهجها  المجاهد الليبي عمر المختار في جهاده المقدس ضد الطليان حتى أعياهم وأرق مضاجع روما الموسلينية لما أختار أن (يُحاصر) ، إختيار غبي لرجل لم يعد عسكريا بعد أن أمسى مُنظرا بعيد أصداره لكتابه الأخضر الشهير إذ لم تفلح تعليمات كتابه الشعب الليبي من الثورة عليه ، كان يعتقد أن هذا الأخضر سيغدو بديلا للقرآن والعياذ بالله فكان إن بقى القرآن وذهب الأخضر ، فالقرآن كتاب الله والأخضر كتاب عبد من عباد الله فقد الرشد في ظل غياب المؤسسية في الدولة ، كان في إمكانه أن يجنب ليبا ما هو حادث وواقع فيها الآن إذ يمكننا القول بأن ليبيا الدولة لم تعد دوله وبأي مقياس كان ، لقد عادت إلى الصفر أو حتى ما قبل الصفر .
تلك هي الأمثلة الأحداث والتي يتعين على التاريخ توثيقها نتيجة الولع الجنوني للحكام العرب في الإنتماء للمؤسسة العسكرية بغير (علم) والبذات العسكرية أمست لديهم أدوات للزينة كالمساحيق التي تستخدمها النساء في إظهار أبعاد جمالهن ، غاضين الطرف عن حقيقة إن البذات العسكرية ستهلك الأخضر واليابس وسيدفع الشعب في نهاية المطاف أثمانا باهظة بعيد تدمير البنى التحتية للوطن لتعود البلاد فيما بعد فاحش الثراء إلى أحضان الفقر المدقع وإلى العصور المظلمة إذ جاز التعبير .
ليت الحكام العرب والذين لا يزالون يتيهون إختيالا بيننا ببزاتهم العسكرية التخلي عنها وترك الخبر لخبازه ، فهذه البزات وتلك الأنواط والنياشيين غدت عين البلاء بل كل البلاء للوطن وللأمة ، ثم هي وتلك نصحية خالصة لوجه الله لا علاقة لها بالزينة وبالتزين ، نقول ما نقول ولا زال المزيد من الحكام العرب يصرون على إنهم عسكريون لا يشق لهم غبار !..

ضرغام أبوزيد
واتساب : 00249121338306

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق