الثلاثاء، 27 يناير 2015

نحن في السودان الوطن فاشيون وعنصريون للآسف ..



واشنطن لا تعلم ، وأوروبا لا تدري ، والمجتمع الدولى لا يعرف ، تلك هي حقيقة أن الحرب الدائر رحاها الآن في دولة جنوب السودان الشقيقة ليست حربا أهلية بين رئيس الدوله سلفاكير ونائبة  السابق مشار ، الحرب يا سادتي هي حرب (قبلية وعنصرية) بحتة وصرفة ، وسببها الأول والأساس هو أن تلك القبيلة لا ترى في الآخرى أي مقومات تذكر لتصنيف منتسبيها للائحة البشر ، وبالتالي لا يتعين وجودها ووجودهم على ظهر البسيطة ، على ذلك إندلعت الحرب ، وقد يندهش البعض لهذا الوضوح الباهر غير إنها الحقيقة المثلى للأسف .
لن أنسى أبد الدهر واقعت وحدثت هنا في الخرطوم عاصمة الشمال السوداني المتحضر إفتراضا وجدلا ، ذلك أن أحد الأخوة الجنوببيين ممن ينتمون لأحد طرفي النزاع هناك رفض مد يده لمصافحة آخر يننتمي للقبيلة الأخرى ، كان ذلك على مشهد من الناس ، وبعد أنفضاض سامر الجمع سألوه لماذا رفضت مصافحته رغما عن أنه مد يده إليك مصافحا ؟.. قال وببساطة متناهية وبعفوية كاملة  : لو أن يدي لا مست يده لقطعتها على الفور .
تلك هي إذن عناصر حرب الجنوب السوداني وقد وضعناها  بوتقة مختبر هنا  الخرطوم ، فهل من أحد في كوكب الأرض يصدق ما قلناه ؟.. إذن فإن العنصرية البغيضة هي التي أزهقت الأرواح وإقتلعت الحرث والنسل وعصفت بالأرواح ودمرت كل شئ يتحرك حتى ضواري وغزلان غابات الجنوب الإستوائية لم يعد لها وجود .
ثم ندلف بعد ذلك للحقيقة الأبشع من البشاعة ، والأمر من المر ، لنقول بان كل المشين الذي حدث ويحدث في جنوب السودان سببه نحن هنا في شمال السودان ،  فعندما كان السودان موحدا ، وعندما كانت الخرطوم تسوس الأمور وتحكم الجنوب حتى جوبا ونمولي ، كان المواطن الجنوبي في القوانين والدستور والاعراف هو مواطن سوداني كامل الأهلية يتساوى مع الشمالي في المواطنة والحقوق والواجبات ، هذا على المستوى النظري ، أما على المستوى (العملي والمخفي) فإن ثمة واقع آخر هو الذي أفضى للإنفصال ثم لحرب الحنوب ، ذلك إننا وفي شمال السودان وفي الواقع فنحن أيضا (عنصريون وفاشيون) وإننا قد ما رسنا أبشع أنواع العنصرية ضد أبناء جلدتنا من الجنوب ، ولم نعاملهم على الصعيد الشخصي معاملة لائقة على الإطلاق ، كنا ننظر إليهم بإعتبارهم مواطنون من الدرجة الثانية ، وكنا نرى بأننا  الأكثر أموالا والأطول أعناقا وآجالا ، وإننا الأجمل سحنة ، وإننا الأكثر تحضرا ، وأننا الموعودون بالجنة بينما هم في وإلى جهنم يحشرون .
عنصريتنا وقبليتنا وجهويتنا وطائفيتنا هي الاسوأ إفريقيا وعربيا ، تمثل ذلك في يوم لم تشرق فيه الشمس أبدا إذ حضرت حفل عقد قران أبنة أختي ، جاء أهل العريس أو (المعرس) كما يقول أهلي في سلطنة عُمان ، يتقدمهم الدكتور (ص) ، وفي إطار التعارف الواجب الإتباع في هذا مناسبات قال الدكتور : يسرنا نحن في قبيلة (ع) أن نتقدم إليكم أنتم في قبيلة (خ) !! للزواج من إبنتكم المصون ، ونحن وفي عموم قبليتنا نؤمن بانه إذا أساء فرد من القبيلة فإن يعنى الأساءة لكل أفراد القبيلة ، كان ذلك هو المنطق الدكتور (ص) ، لقد نسى الدكتور في غمرة إبتهاجه بعنصريته بأن (كل نفس بما كسبت رهينه) ، وإذا كان هذا هو منطق الدكتور والأستاذ الجامعي فماذا عساه يكون منطق العامة من الناس ، هذا الدكتور الكارثة ما فتئ يبث معتقداته الكارثية في مفاصل وفؤاد الوطن ، فماذا ننتظر من الأجيال الجديدة وقد نشأت وترعرعت في هذه الأحضان المبتلة بهذا الدنس ؟..
ثم نعود لنقول بأن الإستفتاء الذي قصم ظهر البعير الذي جرى في الجنوب وأفضى للإنفصال بناء لنصوص إتفاقية نيفاشا ، وكانت نتيجته (لا) للوحدة مع الشمال ، فإننا وفي الشمال كنا قد دفعناهم دفعا لقول (لا) ، معاملتنا السيئة والبشعة هي التي أجبرتهم لقول (لا) ، أما إذا ما حاول المكابرون في الشمال نفي ذلك ،  فإننا نعلن التحدي المدمر لنقول كم من هي عدد الأسر السودانية الشمالية والتي تقبل بأن يتزوج جنوبي مسلم من بناتها ؟. وذلك بعد إجتيازه لمعادلة الأهلية في ديننا وهي (من جاءكم من ترضون عنه دينه وخلقة فزوجوه) لنجري هذا الإستفتاء على مستوى السودان الشمالي برمته ، أنني على ثقة بأن النتيجة هي ذاتها (لا) التي قالها شعب الجنوب قبلا .
أذن وبالنتيجة فأن الدماء التي تسفك الآن في دولة جنوب السودان سببها الأساس نحن شعب الشمال المتحضر ، لنقبل ذلك ونتعامل مع مجريات الأاحداث هناك إنطلاقا من عقدة الذنب التي تغطي وجوهنا فإذا هي كالحة ..
ضرغام أبوزيد
واتساب : 00249121338306

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق