الثلاثاء، 17 سبتمبر 2019

الإختبار بل الإبتلاء الأسوأ للثورة السودانية


الإختبار بل الإبتلاء الأسوأ للثورة السودانية
🕳🕳

ضرغام أبوزيد
صحفي وكاتب ~ الخرطوم
00249121338306
dirgham@yahoo.com

🌺🌻🌺

 نحن الآن أمام تحد لاقبل لنا به ويتمحور حول أن يكون الوطن أو لايكون ، فالبروفيسور ابراهيم غندور وعندما كان وزيرا للخارجية  كان قد أبلى بلاء حسنا ، إذ تكللت جهوده برفع العقوبات الأميركية وجميعنا يذكر بالإحترام والوقار تلك الصورة الفوتغرافية وهو يجهش بالبكاء  حبا في الوطن وعشقا لترابه   يوم صدور قرار رفع العقوبات .

 وجميعنا لن ينسى شجاعته ورباط جأشه يوم صدح بالحقيقة في وجه المخلوع واعلنها داوية بان وزارته افلست ولم يعد بمقدورها دفع مخصصات السفراء وأعباء السفارات المالية ، لم تكن وقتها الخارجية وحدها هي التي افلست الوطن كله كان كذلك وما قاله الرجل كان إرهاصا ونذير شؤم للنظام.    

بعدها أمسى مغضوبا عليه ، ثم ركلوه بعيدا بقسوة وتشفي ، لم ينبس ببنت شفه ، تولى إلى الظل وهو يسمع ويرى ، وحتى إذا ما جاءت الطامة الكبرى وافرزت سقوط الطاغية والطغاة غدى الرجل محسوبا على الذين ركلوه قبلا ، هكذا صنفوه ، وفقا لتصانيف أقدار الثورة ،  تلك كانت لعمري وبالمنطق قسمة ضيزى  .

  الأنكى بعدئذ هو انه قد غدى رئيسا لحزب (المخلوع) الذي (خلعه) بغير وجه حق من كرسي الخارجية وهو الأجدر ، فكان ان أعاد الية الصفعة كما ينبغي ، يوم اعلنها بأن حزبه الجديد رغما عن انه يحمل ذات الإسم إلا أنه لن يدافع عن المفسدين  .
  
في هذه النقطة قلب لنا البف ظهر المجن ، فاحتار الثوار في تصنيف هذه الحالة ، هل يحسب على العهد البائد والذي خرج منه مظلوما ومدحورا ومبكيا عليه من جموع الشعب ، أم نعتبره ثائرا فحلا ككل الثوار سيما وانه وعندما تبين له بان الطاغية عدو للوطن تبرأ منه .
  وإذا كان البف وحزبه الجديد القديم أعلن وقوفه وتاييده للدكتور حمدوك قائدا للمرحلة الإنتقالية يكون بذلك قد سحب البساط من تحت أقدام المعادين للسامية الكيزانية .

 واذا كانت الكفاءة والمقدرة والفصاحة والبلاغة والكاريزما الشخصية هي المؤهلات الأساس لتولي حقيبة الخارجية وهي الحقيبة الأخطر على الإطلاق في هذا المنعطف الخطير من عمر الثورة ومن عمر الوطن ، فإن البوف هو الأجدر لقيادة الدبلوماسية السودانية في هذا الوقت بالذات ، سيما وأن المنصب لا يزال شاغرا رغما عن إنه ليس كذلك واللبيب بالاشارة يفهم  .

  ثم نسأل هل المؤتمر الوطني تحت زعامة البف هو نفسه المؤتمر الوطني تحت زعامة المخلوع أو تحت زعامة هارون ؟..

بالقطع (لا) تلك حقيقة مثلى ، فالحزب تحت زعامته اقرب للثورة والثوار وللسودان الجديد من الحزب البائد تحت زعامة المخلوع .

 إذن وبما أن الوطن يحتاجه الآن ، وما من شك أن حمدوك يعلم وقد يتفق معي فيما ذهبت إليه ، سيما وأنه افصح منها لسانا ودهاء ، ثم أليس لسان هارون عليه السلام قد منحة قلادة النبوة قبلا ، اذن فهذا الشئ تحتاجة الثورة لتجندل اصحاب (الحلاقيم) الكبيرة فيما خلف البحار ..
  
المعادلة الدامية هل يقبل ساسة السودان الجدد ايلولة أهم وزارة على الإطلاق في حكومتهم الثورية ، لرجل كفء لا محالة وجريمته الوحيدة الآن هو انه غدى رئيسا للحزب الذي ثار الشعب عليه .
   
الويل كل الويل لنا إن نحن آثرنا الإنتماء الحزبي على مصلحة الوطن العليا ، ثم ومن باب الدهاء السياسي فإن عودة (رنجو) الدبلوماسية السودانية لحديقته كفيل بتقليم أظافر ومخالب نعلمها جميعا ،  وهذا يصب في صالح إستقرار الوطن وهو عامل أساس في تحقيق الرفاة المنشود لهذا الشعب عاثر الحظ مع ساسته وقادته ..   

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق