الاثنين، 14 ديسمبر 2015

السلطنة تستفيد تكنولوجيا من مايكروسوفت



  إستوقفني الخبر الذي قمت بإعادة بثه في وسائط التواصل الإجتماعي والخاص بالتعاون البناء والمثمر ما بين وزارة التربية والتعليم العُمانية وعملاق البرمجيات الإميركية شركة مايكروسوفت العتيدة برعاية صحيفة الرؤية العمانية بشأن تعميم ويندوز 10 على المدارس الثانوية الحكومية بالسلطنة .
مايكروسوفت أفتتحت مقرها بالعاصمة مسقط في عام 2002 تقريبا بعيد مغادرتي لها كتأكيد على نجاح جهودنا الصحفية التكنولوجية كما سنوضح أدناه ، جاءت مايكروسوفت لمسقط بعد شد وجذب وحراك تكنولوجي وقانوني لم ينقطع لسنوات سابقة ، النتيجة الأهم هو أن السلطنة الآن تستفيد من وجود مكتب لمايكروسوفت بها وهذا يعد من النتائج الهامة جدا لنجاح مسقط في الوفاء بالشروط الواجبة الإتباع المفضية إلى إفتتاح مايكروسوفت وغيرها من شركات البرمجيات العملاقة لمقرات لها في عواضم العالم .
الشرط الأساس هو حصول الدولة المعنية على شهادة براءة من إتحاد منتجي برامج الكميبوتر والمعروف إختصارا بـ BSA يؤكد بأن الدولة المعنية قد نجحت في الإلتزام بالقانون الدولي لحق المؤلف في مجال برمجيات الحاسوب ، ماحدث هو إن السلطنة قد بذلت جهودا ضخمة في هذا المجال وكنت شاهدا ومشاركا في تلك الجهود عبر تعاون صحفي مثمر عبر صحيفة الوطن مع BSA  ومع مايكروسوفت الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ـ بدبي ، حيث كانت علاقتي جد وثيقة من الرائع جواد الرضا ـ مدير الملكية الفكرية بمايكروسوفتت الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وقتها ، وأيضا مع باقي الزملاء في بيسا ، وشهدت فنادق مسقط عدة إجتماعات ولقاءات بيننا بشأن تنسيق الجهود الرامية لتنظيف السوق العُماني من البرمجيات المقرصنة .
كانت هناك حملات لا هوادة فيها شاركت فيها وبفعالية شرطة عُمان السلطانية عبر مداهمات لم تنقطع على محلات بيع عتاد الحاسوب للتحقق من خلوها من البرمجيات المقرصنة ، وكان قلمي متابعا ولصيقا مع الحدث فقد كانت بيسا تمدني بالمعلومات أولا بأول ، وصلت تلك الجهود حتى البريمي المتاخمة للعين الإماراتية ، وكانت هناك أحكام راداعة بحق المخالفين ، الحملات شملت حتى الشركات والأشخاص الذين يعملون في تجارة البرمجيات المقرصنة .
في يوم من الأيام كان معرض كومكس السنوي بأرض المعارض بمسقط  والموازي لمعرض جيتكس دبي ، كانت البرمجيات المقرصنة تباع جهارا نهارا في هذا المعرض التكنولوجي الضخم ، وبجانب البرمجيات الأصلية لكبريات الشركات ، والزميل العزيز / سعيد بن ناصر الراشدي يعلم ، إذ كانت لنا لقاءات ونقاشات وحوارات في ليالي كومكس حول هذا الأمر ، وفي هكذا وضع لا يمكن لمايكروسوفت على الإطلاق أن تقدم على إفتتاح مقر لها في عاصمة هذا هو حالها ووضعها من القانون الدولي الخاص بحماية حق المؤلف .
فكان إدراك السلطنة واعيا ومسئولا إلى أن تكللت تلك الجهود بالنجاح وتم الإعلان عن خلو السوق العُماني من أي برمجيات مقرصنة ، هنا فقط جاءت مايكروسوفت بكل زخمها وعدتها وعتادها لتفتح مقرها في مسقط ولم أكن هناك للأسف لأري بأم عيني نجاح جهودنا في هذا المجال ،  بعدها وكما رأينا في الخبر الذي أشرنا إليه كيف يستفيد الشباب العُماني من الخدمات التكنولوجية رفيعة المستوى والتي تقدمها مايكروسوفت الآن عبر تزويد المدارس الحكومية ببرمجيات أصلية وبخدمات الدعم الفنيTechnical Support  بالغ الأهمية .
هذا التعاون البناء تفتقر إليه بالطبع كل الدول التي لم توفق أوضاعها في هذا المجال بعلم أو بغيره لا أدرى ، والسودان الوطن معني بذلك بالطبع ، الآن ونحن على أبواب العام 2016 فإننا أبعد ما نكون عن نيل رضا BSA  بل إن الكثيرين هنا لا يعلمون من هي هذه البيسا ، السوق السوداني لا يزال يعج بالبرمجيات المقرصنة وبنحو مخيف ، ويمكنني التأكيد بان بيسا وما يكروسوفت لم يتلقيا أي ريع نتيجة إستخدام برمجياتهم هنا وعلى نطاق واسع ، ففي الخرطوم العاصمة وفي جل محلات بيع البرمجيات فإن السائد هو المقرصن والشاذ والغير مألوف هو الأصلي  ، ذلك كان هو السائد في مسقط في تسعينيات القرن الماضي وأمسى الآن ذكرى لا أكثر، وبغض النظر عن العقوبات الأميركية المفروضة على السودان ، وسنفترض جدلا هنا بأن هذه العقوبات قد رفعت تماما ، ومع هذا فإن مايكروسوفت لن تأتي أبدا للسودان ، وبالتالي سيظل الشباب السوداني والطلاب السودانيين محرومين من هذه التكنولوجيا الرفيعة والتي يتمتع بها الشباب في سلطنة عمان الآن ، اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد ..   

ضرغام أبوزيد
صحفي وكاتب مستقل
alwatan@yahoo.com
واتساب : 00249121338306



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق