الثلاثاء، 5 يونيو 2018

المصيدة The trap



تلك هي التي وقع فيها أفراد الأمن بمطار الخرطوم الدولي ، فالسوداني الأميركي الداهية والذي جاء زائرا لبلاده متأبطا شرا ، شاهرا سيفه أقصد جواز سفره الأميركي ، جاء لينفذ وبدقة خطة  مدروسة بعناية وتهدف في المقام الأول لإيقاف التقارب الأميركي السوداني والرامي لرفع اسم السودان من قائمة الخارجية الأميركية والخاصة بالدول راعية الإرهاب بعد رفع الحظر في مرخرا ، الذين خططوا للتمثيلية إختاروا هذا الممثل وبشرط أساس هو أن يكون من أبناء دارفور ، في محاولة يائسة لإحياء النعرة المناطقية المرفوضة عرفا وسلوكا في المجتمع السوداني ، وفي محاولة من المخططين والذين خسروا النزال ميدانيا بدارفور لربط الفكرة التي يؤمنون بها لوحدهم دون غيرهم والقائلة بوجود توجه عنصري يمارس على الأرض ضد أبناء دارفور .
نحن هنا في الخرطوم وعلى مرمى حجر من مطار الخرطوم الدولي لا نعرف على وجه الدقة من أين جاءت هذه الفكرة الشيطانية والمؤكدة زورا وبهتانا لوجود إضطهاد لإبناء منطقة ما من مناطق السودان ، إنا لي أصدقاء من كل بقاع هذا الوطن ولكنني وعلى الإطلاق لم أفكر ولو للحظة في مناطقهم التي أتوا منها ، لست وحدي في ذلك جميعنا كذلك ، ما أعرفه هو إنهم أصدقاء وفقط .
قذرة هي الفكرة والتي حاولت التأكيد على هذا الغث ، حقيقة كدت أن أتقيأ وأنا أسمع وأقرأ في الأسافير بإن هذا المتأمر نُكل به لأنه من تلك المنطقة السودانية ، هو عار خطه التاريخ بيمينه وندد فيه بالذين يروجون لهذا الغثاء وفي رمضان وحسبي الله ونعم الوكيل .
ثم نعود للخطة الخبيثة أو المصيدة والتي أنطلت على رجال الأمن في المطار ، فعندما تيقن لهم بإنه يتصرف بذلك النحو العدواني كان عليهم التحلي بالذكاء وليس الإنفعال فهو يهدف إلى أيصالهم لنقطة الإشتعال ، هكذا تنص بنود الخطة ، كان عليهم تفتيشه بدقة وقبل أتخاذ أي إجراء ، والهدف من التفتيش هو العثور على الكاميرا الخفية والمتقدمة والمرتبطة إلكترونيا بمواقع في الشبكة العنكبوتية ليتم البث إليها على الهواء مباشرة في إطار الخطة الذكية التي نفذها هذا المتامر ، أقول كاميرا متناهية الصغر لأنه لايعقل أن يتعرض للضرب والموبايل لايزال في الأرض تتفاذفه الأقدام وبدون أن يتعرض للأذى الجسيم ركلا وسحلا وهذا يعني منطقيا إسكات الكاميرا بل تحطيم الموبايل نفسه وسط تلك المعركة الهوجاء ، وإذا إفترضنا جدلا بإن الموبايل هو الذي صور وكان على الأرض فعلا فكان من الأحرى أن يلتقطه رجال الأمن ، ثم إن المشاهد كانت متحركة وذلك يعني إن الموبايل كان دائم الحركة أيضا ، وهذا مستحيل نظريا ،  الكاميرا ياسادتي كانت مثبتتة في ملابسه وليست كاميرة الموبايل بأي حال من الأحوال ، لذلك كانت المشاهد متحركة مع كل سوط نزل على الرجل ، هذه النقطة لم يفطن إليها أحد حتى الآن .
وإذا كان الذين خططوا بدقة لهذه المسرحية من أجل تحقيق أهداف سياسية مدمرة لبلادهم ولسمعتها فإن الخطة قد إنطلت على الرئيس الأميركي ترمب نفسه ، إذ سرعان ما ألتقط قفاز الخديعة وغرد على الفور في تويتر متوعدا رجال الأمن السوداني بالويل وعظائم الأمور ، ولا أدري في الواقع هل ترمب جاد في ماقال وأميركا هي أصلا أكبر منتهك لحقوق الإنسان في العالم .
لن أذهب للماضي البعيد ولمجازر الهنود الحمر ولكننا سنلتفت للحاضر القريب لنقول أليست أميركا المتحضرة هي عينها التي تمارس بطشا عنصريا بغيضا ضد مواطنيها السود ، ألم تقتل الشرطة الأميركية وبدم بارد مواطنين سود رميا بالرصاص وهم عزل تماما ، ألم يقتل شرطي أميركي أبيض المواطن الأميركي الأسود (لاكان مادونالد) عام 2014 بمدينة شيكاغو ، ألم تخرج المدينة عن بكرة أبيها وهي تطالب بإستقالة عمدتها (رام أيمانويل) على خلفية الواقعة العنصرية ، ماسردناه حكاية واحدة فقط من أحاجي عنصرية أميركا الصريحة ، ثم أليس ترمب نفسه صقر عنصري عتيد وقد بلغت رائحته العنصرية النتنة كل بقاع الأرض ثم هو يفاخر جهة بإنه كذلك .
وأخيرا فقد نجحت العصابة التي خططت لمسرحية المواطن الأميركي في خداع أطراف عديدة داخليا وخارجيا ، والأهم من كل ذلك إنها خدعت العنصري البغيض دونالد ترمب .
إذ على إدارته الأن أتخاذ قرارات حاسمة بشأن جوازات السفر الأميركية التي تمنح لأصحاب الغرض والهوى لأستخدامها في أستفزاز وإرهاب شعوب كوكب الأرض تحقيقا لأهداف عنصرية وسياسية بغيضة ..

ضرغام أبوزيد
صحفي وكاتب
الخرطوم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق