السبت، 2 يونيو 2018

لسنا دولة متحضرة


من الخطأ الإعتقاد بأننا في السودان دولة متحضرة ، أنا لا أتحدث عن الإقتصاد ولا الزراعة ولا التنمية ولا العمران ، إنا أتحدث عن السلوك الفردي للرجل السوداني ونظرته الإستعلائية للمرأة ، وتحديدا (الزوجة) ، لأن المرأة هي في الواقع فروع شتى كما نعرف ، فهي الأم ، والأخت والخالة والعمة والجدة ألخ ألخ.
وعلى الرغم من الصخب والجدل والعثار والغبار والذي يغطي سماوات العاصمة الخرطوم بشأن حقوق المرأة ،
والعنف  والجرائم التي تقع على المرأة لأنها في الواقع إمرأة ، وتأكيد القانون على إن المرأة (الزوجة) وغير الزوجة مصانة بهيبته وبسيفه وقوته ، إلا إن الواقع يكذب كل تلك المزاعم .
لديّ (صورة) لصورة أشعه لساعد إمرأة سودانية أو زوجة سودانية ، الصورة حديثة جدا وحدثت قبل أيام قلائل في عاصمتنا العتيدة الخرطوم ، صورة الساعد هي لزوجة إعتادت على تلقي وجبات من الضرب المبرح من قبل الليث الهصور (زوجها) في سبيل تعليمها الأدب ، وذات يوم قرر أن يعطيها جرعة من العذاب المهين ، فأخذ عصاه الغليظة وإنهال عليها يروم الرأس هذا الذي في حاجة ماسة لإعادة صياغته ، غير إنها أوعزت ليدها لتلقي الضربة بدلا من أن يتلقاها الرأس الذي يتعين تأديبه وتهذيبه ، ولو وقعت تلك الضربة على الرأس فعلا لفارقت الحياة لامحالة  ، ماحدث هو كسر واضح في العظم وهذا ما أكدته صورة الأشعة الحديثة التي إجريت في إحدى مستشفيات العاصمة السودانية .
رجاء وبعد الآن لا تحدثونا عن حقوق للمرأة في هذا الوطن ، فهذه الصورة ستبقى منصوبة في كل ميادين وساحات العاصمة السودانية وساحات وميادين الولايات السودانية كلها ، ستبقى كإهرامات الجيزة المصرية ، وكإهرامات كل ممالك السودان الغابرة التي يقال إنها تبلغ 220 هرما ، تلك حصيلة ملوك وملكات نبته ومروي الذين حكموا مملكة كوش العظيمة ، غير إننا اليوم وفي القرن الحادي والعشرين نضيف هرما آخر لحصيلة حضارة السودان وحضارة كوش وهو الهرم رقم 221 وهو صورة الأشعة الخاصة بالإعتداء الأثم الذي تعرضت له الزوجة السودانية الكوشية الصامدة والصامته من قبل اللهيث الهصور بعلها أطال الله في عمره وأبقاه فخرا لهذا الوطن الأبي .
إنهم يطالبون اليوم وبدون خجل بعودة تمثال الملكة السودانية الكوشية أماني من إيطاليا بإعتباره إرثا سودانيا يتعين عودته بالفخر كله لأرض الوطن ، غير إننا وبعد إن نصبنا الهرم رقم 221 في أكبر ميدان من ميادين الخرطوم كدليل على إن أماني لاينبغي أن تعود ، وحتى لو عادت ملكة من جديد على السودان الجديد لنصبت المشانق في كل الأحياء للذين أسهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في في نحت الهرم رقم 221 .
وستخاطب الملكة أماني جموع الشعب السوداني الكوشي بإنه لايستحق إن يقال عنه كلمة خير واحدة إذ كانت بناتها وحفيداتها يتم إذلالهن وضربهن بهذا النحو المخجل .
لنعلن ياسادتي الحداد ، فنحن في وطن لايستحق أن يسمى بالوطن ، لنقل الغابة السودانية والتي يسوسها الملك الأسد ، عفوا أقصد الملك الرجل وبيده كل وسائل العنف المباح لتأديب السيدة اللا فضلى زوجته ..

ضرغام أبوزيد
كاتب وصحفي
الخرطوم



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق