الثلاثاء، 12 يوليو 2016

فضيحة الجنائية الدولية الكبري



إذا كانت أكذوبة اسلحة الدمار الشامل العراقية الصدامية كانت القشة التي قصمت ظهر أضخم بعير للعرب في العصر الحديث بعد أن حيكت المؤامرة بدقة وإحترافية إجرامية متناهية الدقة في كل من واشنطن وباريس ولندن وتل أبيب ، وحتى إذا ما دخلت جحافل الغزاة الطغاة أرض الرافدين لم يجدوا شيئا وهم يعلمون إنها ليست هناك ، لم يكن المهم أبدا ومن ناحية أخلاقية بحتة الإقرار بضخامة الكذبة بل كان المهم هو إحراق العراق رمح العرب الأشد فتكا ، بعد أن تحطمت قبلا كل نصال الأمة وبقي رمح العراق وحيدا .
نفس السيناربو الشنيع أرادوا إعادة إجتراره في السودان المخيف كما تراه تل أبيب وأروقة الصهيونية العالمية فكان لابد من تحطيمه وبذات الطريقة التي أثبتت إنها ناجعة عبر الأنموذج العراقي ، وهذه المرة من خلال ما يسمى بالجنائية الدولية ، فأوكلوا لرئيسة الجنائية الدولية الفاسدة مهنيا وأخلاقيا القاضية Judge Silivia بالعمل بكل جهد ومثابرة من أجل الإيقاع بالسودان بعد جندلة رئيسة عمر البشير ومن ثم إرغام كل قادة إفريقيا على الإنبطاح أرضا وتلقى ما يتعين عليهم تجرعه .
 عندما تقليت المعلومة الصادمة عبر الواتساب لم اشأ أن أكتب متعجلا فكل مايرد إلينا عبر وسائط التواصل الإجتماعي ليس بالضرورة أن يكون صحيحا ، إلى أن تأكد لنا صحة الخبر المفجع ، فالجنائية الدولية والتي تخصصت في السنوات الأخيرة في السودان وعبر رئيسه عمر البشير إتضح إنها محكمة فاسدة ، الخبر المفجع فجرته صحيفة لندن بوست البريطانية المسائية وهذا نصه :

رئيسة المحكمة الجنائية الدولية تلقت رشاوى بملايين الدولارات في حسابها البنكي لشراء شهود يشهدون ?دانة رئيس السودان بأدلة مزورة ، طوال الفترة ما بين 2004 و 2015.
ويشير التقرير أن بعض المبالغ تم تحويلها لمجموعات إرهابية في السودان تتضمن حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد النور وجماعات مسلحة أخرى.
 ومعلومات وتحريات تكشف تورط أوكامبو كذلك في أعمال غير شرعية لتلفيق أدلة للرئيس السوداني ، وتطويع الرؤساء الأفارقة عبر استهداف الرئيس السوداني ومطالبات باستقالة القاضية ،,المزيد في التقرير في الصحيفة الانجليزية عبر الرابط :

http://www.thelondoneveningpost.com/icc-president-in-corruption-scandal-over-bashir/                            

الفضيحة القضائية الدولية يمكننا وصفها بأنها تفوق في حجهما ووزنها فضيحة ووترغيت التي أودت بالرئيس الأميركي السابع والثلاثون ريتشارد نيكسون عام 1974 ، وترغيت وجدت حينها أصداء عالمية عارمة وتم تناولها على نطاق العالم بالتحليل والتمحيص والتدقيق بإعتبارها الأفدح في التاريخ السياسي الأميركي الديمقراطي الحديث ، بيد إن فضحية الجنائية الدولية في طريقها لأن تمر مرور الكرام في تأكيد فاضح على أن النزاهة الأخلاقية ما عاد لها مكان أو وجود في عالم لا يستحق أن يُعاش أصلا ، لم نسمع تعقيبا أو إعرابا بالقلق كأضعف الإيمان من واشنطن أو أي عاصمة غربية ، وهم الذين تبنوا الأوهام الأوكامبية وفرضوا الحصار والخناق على الخرطوم البريئة براءة الذئب من دم يوسف .
 لن ننسى أبدا هنا في السودان الضجة العارمة التي عمت العالم من أقصاه إلى أدناه يوم أصدر مدعى العام للجنائية الدولية السابق الأرجنتيني الفاسد لويس مورينو أوكامبو قراره المشئوم عليه لا علينا يوم 14 يوليو 2008 ، بتوقيف الرئيس عمر البشير ، وما تلى ذلك مطالبته لمجلس الأمن الدولي بالتحرك بجدية لتوقيف البشير .
الأن وبقدرة الله عز وجل الذي أمر بالعدل والإحسان ، فقد إنقلب السحر على الساحر ، إذ يتعين على الخارجية السودانية تسخير كل إمكاناتها وكل علاقات السودان بالدول الأعضاء بمجلس الأمن وبالجمعية العامة وكل المنظمات الدولية وشبه الدولية وكل محبي العدل وإنصار العدالة في إفريقيا وعموم العالم الثالث التوحد والتماسك والسعي لتشديد الخناق على رئيسة ما يمسى بـ الـ ICC  وعلى المدعى العام السابق وصولا لأصدار قرار أممي بتوقيفهما على خلفية جرائمها بحق الشعب السوداني الباسل .
لقد دفع هذا الشعب بالفعل ثمنا باهظا نتيجة الظلم الذي وقع عليه عبر إتهام رئيسة زورا وبهتانا وفسادا ، وما تمخض عنه ذلك من عقوبات إقتصادية مؤلمة إثرت على المواطن السوداني العادي في مأكله ومشربه وعلاجه وتعليمه ورفاهيته ، وعلى أثر ذلك تكبد الشعب السوداني خسائر بمليارات الدولارات يجب أن تسترد من الفاسدون المفسدون بالجنائية ، كما آثرت سلبا على الإقتصاد السوداني من ناحية عامة إذ ليست الحكومة هي من دفع تبعات العقوبات بل المواطن الذي أخذ غيلا وغدرا وكذبا .

ضرغام أبوزيد
صحفي وكاتب سوداني عُماني
مشرف جروب قدامى المحاربين الإعلاميين
 dirgham@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق