الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

الصناعة العُمانية تحقق نجاحا هنا في الخرطوم



نحيي من هنا ومن العاصمة السودانية الخرطوم شركة الفليج لصناعة فرش الأسنان الكائنة بمنطقة الرسيل الصناعية والتي تقع جغرافيا على بعد مرمى حجر من العاصمة مسقط ، ذلك إنها متواجدة هنا في السودان وبكثرة وذلك بعد أن أثبتت فعاليتها وجدواها ومقدرتها فاقبل عليها المستهلك السوداني فضلا عن أفراد الجاليات الأجنبيه المتواجدة بين ظهرانينا على الرحب والسعة .
ولا أذيع سرا إذ قلت بان أفراد أسرتي يستخدمون هذه الفرش ، ليس بدافع الحب والإمتنان الذي يمور في دواخلهم للسلطنة الشقيقة فحسب بل لأن المنتجات الصناعية العُمانية عالية الجودة أصلا ، بل لا يسمح بطرح أي منتج غير مطابق للمواصفات القاسية في السوق المحلي ناهيك عن الأسواق الخارجية ، عليه وبالنتيجة فأن فرش الأسنان (الفليج) مرت بإختبارات قاسية إجتازتها بنجاح ومن ثم سُمح لها بالتواجد في الأسواق العُمانية بدءا ، ثم عبور الحدود وصولا للسودان وغيره من البلدان .
هنا وبهذه المناسبة يسرني أن أقدم فكرة لمن لا يعلم شيئا عن الإستراتيجية الصناعية أو الفكر الصناعي الذي تتبناه سلطنة عُمان الشقيقة هذا بحكم السنين الطوال التي مكثتها ضيفا على هذا الشعب الأصيل العريق ، فعندما كنا في السلطنة  أي أنا وأفراد أسرتي وطوال عقدين من الزمان تقريبا كنا نستخدم صابون الغسيل البودرة (بحر) رغم وجود كل أنواع الصابون المستورد من شتى بقاع العالم فأسواق السلطنة مفتوحة لكل منتيج يجتاز أختبارات هيئة المواصفات والمقاييس الصارمة ، غير إننا ومع وجود المستورد و... (الرائع) ، إلا إننا كنا نستخدم الصابون العُماني (بحر) بسبب بسيط ذلك إنه كان (الأروع) والأجود .
ذاته الشئ ينسحب على زيت الطعام  العُماني (صحار) الذي كنا نستخدمه ونفضله علي كل أنواع الزيوت المستوردة ، ولذات السبب وهو حقيقة أنه كان الأفضل ، من هنا نخلص لحقيقة واحدة نفتقدها هنا في السودان ، ذلك أن وزارة التجارة والصناعة العُمانية لا تؤمن بسياسية قفل الأسواق أمام المنتجات الأجنبية لأجل أتاحة الفرصة للمنتجات المحلية ، تلك سياسة فاشلة وخطيرة ومدمرة ويدفع ثمنها غاليا المستهلك أو الشعب السوداني ، فعندما تتم حماية منتج محلي من قبل الدولة فإن النتيجة الطبيعية هو تردي المنتيج المحلي لعدم وجود المنافس .
سلطنة عُمان تفعل العكس تماما فهي تفتح الباب للمنتجات المستوردة وفي ذات الوقت تحض المصانع الوطنية على تقديم منتجاتها بمستوى يفوق المستورد  متانة وجودة ، وبذلك يقبل المستهلك عليها لا لإنها وطنية بل لأنها الأفضل والأنسب سعرا ، عبر نجاح هذه السياسة التجارية الراشدة تحقق الصناعة العُمانية النجاح تلو النجاح والدليل ناطق وحي وهو وجودها وتواجدها هنا في العاصمة السودانية الخرطوم وباقي ولايات السودان الوطن والسودان القارة .
ضرغام أبوزيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق