السبت، 14 يونيو 2014

وهكذا كان حبل الكذب قصيرا ..



إتصل  به هاتفيا ، أين أنت الأن ياصديقي ؟.. جاءت الإجابة علي الفور واثقة ومفعمة بالحب والوداد ، ومضمخة بعبق الإمتنان والشكر الجزيل إذ هو إتصل به سائلا عنه وعن حاله وأحواله :
ـ أنا الآن في ولاية الجزيرة السودانية وتحديدا في عاصمتها ود مدني .
وكانت سانحة طيبة أن يسأله عن الطقس هناك وعن الزراعة وأحوالها وظروفها بإعتبار إن هذه الولاية من الولايات السودانية الرائدة في هذا المجال ، بل كانت وإلى عهد قريب تعد سلة غذاء السودان ، فلام غرو أن يحتفظ كل أهل السودان لهذه الولاية بعميق الإمتنان إذ هي أطعمت بغير من أو أذى هذا الشعب الصابر ومنذ أن كان السودان مستعمرة خاضعة للتاج البريطاني .
وفي ختام المحادثة الهاتفية تمنى له عودا حميدا للعاصمة الخرطوم ..
بعدها وبربع ساعة تقريبا جاءته مكالمة من زوجة الصديق ومن ذات رقمه المدون في هاتفه النقال ، إذ يبدو إنها ضغطت على آخر رقم تم الإتصال به بغير إنتباه ،  سالها في جزع ، ومتى حضر صديقي من ولاية الجزيرة ؟.. لقد تحدثت إليه قبل ربع ساعة وأفادني إنه هناك ..
قالت الزوجة في إندهاش وحيرة عن أي جزيرة تتحدث ؟.. ثم من أنت ؟.. ومن قال لك إنه هناك ،  زوجي بالقرب مني ولم يغادر إلى أي مكان ..
أصوات إمرأة تتألم تسربلت إليه عبر الهاتف . إذ يبدو إنها تلقت في الخصر أو تحت الحجاب الجاجز  لكمة رجالية مباغتة وقاسية  .. بعدها ..  توت ... توت ... توت .. لقد إنقطع الإتصال الهاتفي بفعل فاعل ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق